يعتقد اولئك القوم في خلدهم اعادة حضرموت الى احضانهم واحضان شريعتهم البدوية الطبقية , واعادة شعب حضرموت الى سلاسلهم واغلالهم لكي يضعون القيود الحديدية من جديد في سواعد الشعب الحضرمي الذي لم يعد هو ذلك الشعب الذي كانوا يسوقونه كقطعان الى حضائرهم وسيطرتهم , ويكتوي بنزاعاتهم وحروبهم القبلية العبثية التي دمروا بها حضرموت سابقا , وهم لن يترددوا في ان يفعلون ذلك لاحقا لا سمح الله .
لم يكن اولئك القوم يوما في مستوى هم حضرموت وكربة حضرموت التي حملها شباب حضرموت الاحرار على اعناقهم ونواصيهم وهم يواجهون بالمدن الحضرمية زبالطة الامن المركزي وجيش عفاش بصدورهم وامكانياتهم البسيطة وايمانهم العظيم وكفاحهم الصادق عن حضرموت , سقطوا في سبيل ذلك شهداء وجرحى ومعتقلين بالسجون ومنفين ومختطفين يوم كان اولئك القوم الذين صدعوا رؤوسنا هذه الايام بحب حضرموت وعشق حضرموت الذي لا ينتهي كانوا جلوساً يستظلون باجنحة عفاش ويقتاتون على اكرامياته وهباته التي ملكتهم معظم اراضي حضرموت بجبالها وسهولها ووديانها حتى اصبحت حضرموت اراضي عائلات وعشائر وليس ارضي تعود ملكيتها لشعب , وهم اليوم يسعون بكل ما اوتوا من قوة لتوثيق باقي حضرموت وثرواتها باساميهم بعيدا عن شعب حضرموت الذي يدعون انهم يدافعون عن حقوقه ومظلوميته التاريخية , وهو الامر الذي يكشف الحقيقة التي يستميتون في اخفائها و التي لا تخرج عن كونهم يطالبون بحصصهم وملكيتهم الشخصية المزعومة لما تبقى من اراضي حضرموت وثروات حضرموت التي اصبحت غنيمة يتسابقون عليها .
انهم قد تجروا اليوم على السخرية من شباب المدن بحضرموت وتضحياتهم الجبارة حينما تدمرت قوة عفاش وجنرالاته التي كانوا ينساقون لها كالقطعان وطالت السنتهم والسن صبيانهم من خارج اسوار حضرموت على الشهداء المخلصين الذين قبرناهم واجسامهم تقطر دماً دفاعا عن كرامة حضرموت وخيرات حضرموت التي عبث بها حلفائهم الحمر منذ سنوات .
يشتمون الوحدة اليمنية اليوم بحجة ان اتباع الحراك الجنوبي هم من تسبب بهذه الوحدة وهو امر باطل جملة وتفصيلا , لكن الغريب انهم اليوم في مقدمة الصفوف التي تدافع عن هذه الوحدة , اتدرون لماذا ؟ لانهم كانوا اكبر المستفيدين والمنتفعين منها , عاشروها وانجبوا منها ملكا عظيما وحكما واسعا وسيطرة عظيمة وحرية قبلية بلا حدود , تزوجوا بها لتلد لهم قوانين حماية مطلقة وعشوائية ومحسوبية قفزوا بها فوق النظام والقانون , احبوها لانها منحتهم البنت الوحيدة وهي الدحبشة التي مكنتهم من اعادة ملامح الازمان الغابرة والعهود البائدة يوم كانوا على العرش يحكمون ويحتكمون لشريعة الغاب وقوانين الامزون المندثرة .
نعم انهم في مقدمة القطار يحاولون ان يسوقوا مشروع - دولة حضرموت - لاتباعهم ومن كان في مقاسهم طبقيا ليتاقسموا حضرموت وثروات حضرموت كتركة عجوز عليلة لم يسعفها الزمن ان تنجب رجال مخلصين وتركت الامر للحاكم يتصرف بورثها , في تهميش واضح للقوة الجماهيرية الحضرمية المدنية التي تعتبر اغلبية ساحقة وممثل حقيقي وحضاري لحضرموت , في حين هم قلة قليلة لا تمتلك غير القوة والمال والهمجية يفرضون بها اجندتهم ومطالبهم الباطلة التي ستعبث عبثا حقيقا بمستقبل حضرموت لصالحهم ولصالح اجيالهم .
ينعتون القوى الثورية المدنية دون حياء بالعمالة والخيانة وهو ديدن كل قوة مازالت تتكي على اطلال التاريخ وترفض الولوج في ركب العصر والحضارة , وفي مقدمة تلك القوى الثورية الحراك الجنوبي البطل بحجة انه يوالي الجنوب , ويزعمون ان ذلك سيضيع حضرموت وسيجعلها تابعة من جديد لقوة خارجية رغم ان الحراك الجنوبي قد وضع في مقدمة اهدافه ان تتمتع حضرموت باستقلالية شبة تامة في ظل دولة فدرالية , ولكنهم رفضوا ذلك واستجابوا لمخرجات حوار صنعاء وقبلوا بحضرموت اقليم تابع لصنعاء دون رؤية واضحة او ضمانات حقيقة , وهو ما يؤكد دون شك او ريب انهم لم يخرجوا الى حين هذا اليوم من عباءة صنعاء وحكامها الحمر , وهو ما يكشف دورهم السياسي المنبطح و العدائي العميل لزمرة الحمر في عرقلة استقلال الجنوب وحصوله على دولته المستقلة الفدرالية , كخدمة مجانية يقدمونها لصنعاء شكرا وعرفاً لما قدمته لهم سابقا .
منتدى السياسة والاعلام