■ حوارات الحضارم .. او الصراخ في الفراغ ؟!.

2016-08-12 13:06

 

■ تابعت على مدار الاسابيع الماضية الحوارات المتحضرمة ..على وسائل التواصل الاجتماعي ، و المباشرة ـ في اعقاب معايدة طلاب الصندوق الخيري للطلبة التي انعقدت بمنزل مؤسسه و رئيسه د. عمر عبدالله بامحسون بمدينة الرياض ، في مجموعة من اللقاءات ، التي فرضها بعض ممن التقيتهم هناك ، في صالون " ثلاثية بامحسون " ومنهم بعض الخريجين فضلا عن اولئك الذين حاصروني ببعض الاسئلة عن لقاءاتي المتلفزة ومستقبل حضرموت ؟! ، في ظل هذه الازمة المركبة التي تعيشها اليمن.. منذ انقلاب سبتمبر 2014 ، هذه الازمة التي لا يعد الانقلاب والمعارك العسكرية و التسيب الاداري و الانفلات الامني غير احد مظاهرها الارتدادية السطحية.. لتفاعلات اعمق سياسية و اجتماعية ـ تاريخية ، يمكن استغلالها او الدفع بها في صراعات اخطر داخلية واقليمية لحسابات دولية قادمة ، اظن لا بل ازعم انها تأخذ حضرموت بجدية اكثر مما تأخذه الحوارات الحضرمية .

□ الحوارات المتحضرمة ـ لا الحضرمية ..كونها حالة من "الشيزوفرانيا السياسية و الثقافية " تعكسها او تجسدها .. الأمنيات المتقاطعة و القلقة ، الجنوبية ـ الحضرمية ، او هذا الاسفاف في الخلط بين الحضرمية و الجنوبية ـ التي لا تقتصر على مجاميع التواصل الاجتماعي ومنها على سبيل التدليل ( احرار حضرموت ، حاضر ومستقبل حضرموت ، وطني حضرموت الحر ، مجلس النخبة الحضرمية ـ ألخ !!؟) سلسلة من مجاميع الوتس اب و الفيس بوك ، لا يجمع بينها الا الزج باسم حضرموت ..الذي لم يقتصر على من التقيتهم في اعقاب المعايدة الطلابية ـ الحضرمية ، بل وذكرتني بلقاءين سبقا " معايدة طلاب حضرموت " بأيام حضرهما مستشار لرئيس الجمهورية من حضرموت ؟!.. و بعض ممن يشغلون مناصب وظيفية وزارية او استشارية في حكومة الرئيس عبدربه منصور ـ اليمنية و يطالبون باستعادة الدولة الجنوبية ، "شيزو فرانيا وطنية جنوبية ؟!"رافضة لحضرموت حتى في ظل دولة اتحادية يمنية .

في هذأين اللقاءين.. الجنوبين من حيث الحضور و الموضوعات المطروحة ، التي طغت عليهما العمليات الارهابية الجارية في عدن ، وعجز السلطات الامنية و الادارية ـ المحلية في حضرموت وعدن ..طرحت سؤالي لماذا لا نطالب بالشروع في تنفيذ اقامة اقليمي حضرموت و عدن ؟ .

هنا ومع تقديري لمن قال لا جنوب دون حضرموت ..اقول ولماذا لا يكون الجنوب حضرموت ؟، فهو امتداد حضرموت الجغرافي و الثقافي ـ الاجتماعي وليس العكس ، الا ان احدهم انبرى يتهمني بتخريب "قضية القنوب !؟" و كان حضرموت لا قضية لها رغم وحدتها الجغرافية و الاجتماعية بل و العقدية ـ الدينية فضلا عن الثقافة المجتمعية القيمية المختلفة عن بقية التكوينات المجتمعية اليمانية ، جنوب جزيرة العرب، لا على مستوى المواطن الحضرمية ـ الاسيوية و الافريقية بل وفي محيطنا الجغرافي و الاجتماعي العربي ، و لكنها الشيزوفرانيا السياسية و الثقافية لجيل ما بعد يمننة حضرموت لا يمانيتها عام 1967.

□□ اعرف ان مجرد الحديث عن حضرموت .. يثير الكثير من الحساسيات اليمنية " الجنوبية و الشمالية " كما تثير التطلعات الكردية في دولة قومية حساسيات فارسية و عربية و تركية ، ولكن ما يحدث اليوم على الساحة السياسية و العسكرية اليمنية يتطلب منا وقفات جادة ، فإقليم حضرموت الذي تتوافر له مقومات الدولة الجغرافية و الاجتماعية و يشكل اكثر من 60% من مساحة الدولة اليمنية يتطلب من الحضارم مغادرة الشيزوفرانيا "الجنوبية ـ الحضرمية" أكانت تحت مسمى الجنوب العربي ، التسمية البريطانية لاتحاد مشيخات وامارات وسلطنات المحميات الغربية لعدن ، ام اليمن الجنوبية لنظام الجبهة القومية ـ الديمقراطية في ظل التحول الي الحزب الاشتراكي اليمني ..الذي قاد اليمن الديمقراطية الي الوحدة اليمنية ، وترفض بقايا قياداته اليوم مخرجات الحوار الوطني، واهما اعادة بناء الدولة على اسس اتحادية ، وهي في هذا لا تختلف عن الانقلابين في صنعاء .. في رفضهم لحضرموت اقليم في دولة اتحادية يمانية .. فكيف باستقلاله الذي تتوافر له كل مقومات الاستقلال بل والاستقرار ، في ظل هذه الحالة اليمنية السائدة التي تتسم بالتفتت والتسيب .

عليه و حتى لا نبحث عن حضرموت في اطار خرائط اخرى ترسم في الخفاء .. للهيمنة على حضرموت في اطار تقاسم النفوذ في الشرق الاوسط الجديد ، علينا ان نركز في حواراتنا على ما يمكن ان تتيحه التحولات الراهنة في المنطقة من فرص لاستعادة حضرموت الاقليم مع عدم استبعاد اقليم عدن في حضرموت الكبرى ، اذا ما ادرك الجنوبين ان حضرموت دور اكبر من الجغرافيا .

□□□ حضرموت .. التي وضعها السيد حيدر العطاس احد خيارات تسمية استعادة دولته في لقاءه مع قناة الحرة الامريكية ، الي جانب خيارين اخرين جمهورية عدن الاتحادية او الجنوب العربي ـ الاتحادي ، اثارة تلك الحوارات الحضرمية في مواقع التواصل الاجتماعي ، وكان هذا السياسي الجنوبي الذي يشغل منصب مستشار الرئيس : عبدربه منصور رئيس الجمهورية اليمنية هو القائد المنقذ ، او لا خروج من هذه الازمات المتوالية الا من خلال صناعها ؟.. فهل تعبر الحوارات "الحضروجنوبية عن شيزوفرانيا سياسية " تماما كما هي حالة قياداتنا ام عن ارهاصات حضرمية يمكن ان تبلور رؤية حضرمية قادرة على تجسيد تطلعات كبرى ـ اقليمية و دولية لحضرموت دور فيها تستطيع ان تلعبه ؟.

□□□□ نعم نستطيع مغادرة الازدواجية الي افاق الوطنية الحضرمية ، بشرط مغادرة حوارات ردود الافعال و الصراخ في فراغ الدعوات الجنوبية ؟!.

 

* عضو المجلس المحلي لحضرموت .. كاتب سياسي