اليمن وحروب الهوية المتكرره

2016-08-09 04:08

 

يواجه اليمن اليوم أزمات خانقة ” سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ” ولعل اخطرها هي أزمة الهُوية ، ولم يُكن استمرار الحروب الاهلية الاّ حصيلة لواقع طبيعة الاستبداد والثقافة الإستقوائية التي عمدت إلى مصادرة حقوق الأخرين والفساد المستمر والنهب المنظم للثروات من قبل السلطات وقوى النفوذ ، والدور السلبي للمؤسسات السياسية والتعليمية ، وغلبة القوى التقليدية التي تتعامل مع الاحدث من منطق العصبيات الطائفية والقبلية والغلبة الجهوية للسكان التي مورست طوال المراحل السابقة في المجتمع ، الأمر الذي أدى إلى إنتاج الأزمات الحادة وظهور الولاءات الضيقة، وفي مقدمتها ثقافة الغلبة والاستبداد الهمجي التي تتمحور حول أزمة بنيوية في هُوية الدولة والنظام السياسي.

 

إذ لم نعد بحاجة إلى مخادعة الذات عند تشخيص الهُوية وازماتها وأسبابها، فأزمة الهُوية بلغت حداً صارت تهدد الأمن الوطني والاستقرار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ، ليس في اليمن فحسب ؛ بل والمنطقة عموما، ولعل الحرب الدائرة حاليا في اليمن خير شاهداً على ذلك التي اظهرت ثلاثية ابعاد لتلك الهوية .