في هذا اليوم الصيفي الموافق الخميس 24 يونيو 2016م ستتذكر أورباء هذا اليوم المشؤوم ببعض الغصات، وذلك في أن أهم عضو بعد -ألمانيا- قد اعلن فك إرتباطه عبر أستفتاء شعبي وأنسلخ عن الكيان والإتحاد الاوربي العظيم.
اليوم قال الشعب البريطاني كلمته، وعبر إستفتاء شديد ومحموم رافقته حملات وندوات لم تتوقف بين مؤيد ومعارض، وهناك اليوم من سرته النتيجة وهناك من اقر بفشله وللشعب قراراه.
كانت هذه البذرة اي بذرة الانفصال قد نمت وتعاظمت واصبحت أمنية يتوق اليها الشعب البريطانيا للتحرر من قوانين الهجرة التي جعلت بريطانيا العظمى وجهة كثيرون من اللاجئين، ووجهة أفواج تتزاحم من دول الاتحاد الأوربي ذات الاقتصاد المنهك مثل رومانيا وبولندا ووجهتم العيش في بلاد الإنجليز وتعلم لغتهم العالمية فقد تفيدهم في قادم الأيام.
وعن المهاجرين من خارج أورباء فهم يحصلون على تاشيرة أوربية سواء الى المانيا او فرنسا او بلجيكا ، ولكن وجهتهم الحقيقية وملاذهم الآمن كانت الارض البريطانية، لما تقدمه من سخاء وعطف إنساني يتمثل في حصول اللاجىء على عرض قضيته على القضاء البريطاني -الإنساني- لمنحة الإقامة الدائمة وبعد ذلك الجنسية، مع توفير الدولة محامي يدافع عن هذا اللاجىء وفي إبراز قضيته مع حصوله على دعم مالي نصف شهري وسكن مجاني وعلاج وتوفير فرص الدراسة او تعلم حرفة وذلك حتى قبل ان ينظر في قضيته.
كل هذا ساهم في تقليص الفرص على الشعب البريطاني في سهولة الحصول على فرص العمل بل وأثقل كاهل الإقتصاد بل وخلخل الثقافة البريطانية واربك الأمن ، حيث عمدت بعض الدول الى إرسال بعض اللاجئينن لأغراض أخرى غير اللجوء وبعضهم من المتطرفين .
لكنني أرى ان هناك أمور كثيرة لا تفصح عنها الصحف والساسة، وهو ان دول أوربا في طريقها مستقبلا للتحول الى كتلة جغرافبة واحدة عبر كيان عظيم يسمى- الولايات الأوربية المتحدة- هذه الكتلة السكانية العظيمة، التي ربما ستكون الكيان الاعظم ولقرون قادمة لن تقنع البريطانيين، لان الريادة والسطوة والقول الفصل سيكون لدولة -المانيا- والتي هي اليوم رائدة التقدم والرخاء والإبتكار الصناعي في العالم.
بريطانيا ايضا لها سوقها الواسعة و دولها، او كتلتها العظيمة وهي دول - الكمنولث - ومنها دول متقدمة جدا وبمساحة قارات، مثل كندا وأستراليا والهند وكانت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية مرشحة قوية لتكون عضوا في هذه الكتلة، وكلمة- كومون ولث- كلمة مركبة وتعني -الرخاء العميم .
بريطاينا بفك إرتباطها اليوم سوف تستنفر قواها للأقلاع بمفردها ، بعيدة عن الإتحاد الأوربي . صحيح أن بريطانيا ستعاني بعض المرهقات ولحين، مثل السقوط الحر - للجنيه - وهروب شركات عملاقة الى الجوار الاوربي .وعن إنخفاض الجنيه فالإنخفاض سوف يوفر فرصة مواتية لتصدير السلع البريطانية الرخيصة وينشط السياحة والسفر وتلقي التعليم العالي في بريطانيا لطلاب ما وراء البحار.
على الجانب الغربي لبريطانيا وفي ضفة الأخرى من المحيط الاطلسي سيكون لبريطانيا دورا اكبر وعلاقات إقتصادية اوثق. وبريطانيا تنتمي الى اهلها - وجينتها الوراثية - في الضفة الاخرى من المحيط مثل أمريكا وكندا.
يكفي أن بريطانيا قررت ان تستجيب لشعبها وتعلم الشعوب الإستفتاءآت وحرية تقرير المصير، وان بمقدور اي مجموعة صغيرة في اي وطن اذا ضاقت ذرعا بهيمنات المركز، فلها الحق في فك إرتباطها عبر استفتاء شعبي.
هل وصلت الرسالة .