1. يظهر أن الامور مكانها تترواح بين الضبابية وخلط الأوراق وعدم الإنفراج ، هذا الوضع هو حصيلة للواقع المعقد والوقائع المتشابك الذي تعمل عليها استراتيجيات القوى الإنقلابية ومن يقف خلفها ، إذ تظهر بانها القوى المستفيدة من هذه الوضع وقد ساعدها على ذلك موقفان الاول موقف المجتمع الدولي المنحاز إلى جانب تلك القوى ، والموقف الثاني تمثل في ضعف وتشتت الحكومة الشرعية وبقائها في الخارج دون مبرر خصوصا بعد تحرير أكثر من 70% من اراضي الجمهورية .تبحث عن المال الشخصي .
2. يلحظ أن القوى الإنقلابية ومن يقف معها يختلفون مع التحالف العربي ، لذا يبدوا أنهم خططوا لإطالة زمن الحرب بهدف إستنزاف دول الخليج وإيصالها إلى مرحلة الياس والتراجع عن دعمها للشرعية ومن ثم قد يصبح الانقلابيون المنتصرون استراتيجيا في هذه الحرب بحيث يتمكنوا فيما بعد من إستعادة قوتهم لاسيما وهم حتى اللحظة مسيطرين على أغلب مدن الشمال والعاصمة صنعاء في الوقت نفسه مازلوا يتحكمون باهم عنصر وهو المال العام إذ يقع البنك المركزي تحت سلطتهم الأمر الذي ساعد على تماسكهم وزاد من ثقة الناس بهم بينما تتؤاجع الثقة بالشرعية .
3. كان دور الامارات العربية المتحدة في عملية النصر الذي حقق في المناطق الجنوبية المحررة وما تلاه من دعم وأضح ، إذ يظهر ان تلك الخطوات التي تقوم بها الامارات تغيض الانقلابيين وغيرهم من القوى السياسية اليمنية وفي مقدمتها حزب الاصلاح المحسوب على الشرعية ، ولهذا نلاحظ
أن تلك الأطراف تعمل ضد الامارات مستخدمة اساليب مختلفة فمثلا نلاحظ بعض النخب والاعلام المحسوب على حزب الاصلاح هما
من يسئؤن ويسربون بعض المعلومات التي تستهدف الامارات، فضلا عن الخلايا التابعة لصالح والحوثي وهنا نجدهم يلتقون في خط واحد (شرعية وانقلابيين ). وربما ما حققته دولة الامارات من نجاح في محاربتها للإرهاب خلال فترة قصيرة وهو ما عجزت عنه الدولة اليمنية وحلفائها في مكافحة الارهاب لعدة سنوات ماضية ربما ذلك لم يرضي تلك القوى ، من ذلك نستنتج أن ما تتعرض له الامارات لم يكن بعيدا عن هذه القوى آنفة الذكر جميعها .
فضلا عن ما يحققه لواء الحزم وقوات النخبة في حضرموت من اعمال في حماية أمن المناطق المحررة والذي يعد عمل نوعي ومهم يلقى ارتياح كبير في اوساط المجتمع خصوصا في هذه الفترة التي لم تستقيم فيها موسسات الدولة الحديثة ولهذا نجد من يشكك بدورهم . وعليه نأمل من الكل التفهم والحذر من تلك الاشاعات التي لا تخدم الأمن والإستقرار في المناطق المحررة وتحاول الإساءة للتحالف.
4. ان بقاء رموز الفساد التي ارتبطة بمنظومة الدولة العميقة التي انتهجها نظام صنعاء على راس الموسسات في المناطق المحررة وكذلك انتقال بعض من رموز الفساد من صنعاء لممارسة نشاطهم في المناطق المحررة ايضا فذلك دون شك يعد من أهم المعوقات التي تواجهها هذه المناطق وتعمل على عدم استقرار الوضع فيها لذا لابد من معالجة هذا الاشكال وتقديم نموذج في إدارة هذه المناطق يتجاذبه العالم .
5. ان فوبيا الانفصال الذي تعاني منه الشرعية والتحالف معا هو من يعرض النصر للمخاطر ونستدل بفلسفتهم التي ابقت الحرب في المناطق الحدودية تتراوح مكانها في هذه المناطق وعدم حسم المعركة من قبل اي طرف ، وهنا التقت كل من الشرعية والانقلابيين في نفس الهدف .
ان التحرر من تلك الفوبيا دون شك سوف يساعد الشرعية والتحالف على حماية النصر والتقدم نحو تحرير المناطق الاخرى.
من هنا بات من الضروري إعادة النظر في قضية الجنوب وعليهم ان يدركون ان الروح المعنوية التي حملها المقاومين الشباب كانت من اجل تحرير وطنهم من الاستعمار الداخلي ربما ادركوا مالم تدركه قوات التحالف مستقبل هذه الحرب . بل ان اي تسوية مع الانقلابيين لم تبعدهم من الحكم والسيطرة سواء بالطريقة المباشرة او غير المباشرة بواسطة الاخرين وهنا قد لن يتخلوا عن محاربة دول الجوار والاتجاه نحو الاخذ بالثار منها ، حينها سيعود التحالف مع القوى التي تقف على النقيض من دول الجوار .
لم يبقى مع التحالف والشرعية الا إعادة النظر بمواقفهم من قضية شعب الجنوب الشريك الاستراتيجي لهم وإعادة رسم الاستراتيجيات التي تضمن الوصول إلى حل دائم للصراعات وتجنب الانقسامات المفتوحة أو إعادة الهيمنة السلالية على الحكم في اليمن وذلك من خلال تلبية الاستحقاق الحضاري والتاريخي في إستعادة بناء دولتين جارتين مستقرتين في اليمن ومتكاملتين مع محيطهم الجغرافي دول الخليج .