عدن المسالمة تاريخيا عدن ذات النسيج الاجتماعي المتميز المتآلف بعيدا عن ألوان العنصرية والعصبية .
لماذا يحاول المجرمون ومن يقف خلفهم الانتقام من عدن؟! أ لأنها ترفض الخبث وتجتث الحشائش الضارة ؟! أم أن هناك أسبابا أكثر تعقيدا ؟! وأيا كانت الأسباب فأن السؤال الذي سيظل يفرض نفسه لماذا عدن وحضرموت والمناطق الجنوبية فقط أهدافا لداعش وهو تنظيم خاص بالعراق والشام، وعدن وحضرموت والجنوب برمته تقع في جنوب جزيرة العرب وليست عراقية أو شامية..أم أن هناك يدا تختفي تحت هذا المصطلح؟! نعرف جيدا أن من يكون همه الآخرة لا يقتل أرواحا شابة طاهرة تحاول أن تجد لنفسها مكانا في عالم تحلم فيه بالغد المشرق الذي تحقق فيه أحلامها وأمانيها أدناها أن تسد رمقها من الجوع وتستر أجسادها من العري.
عدن لن تنجر إلى مربع العنف مهما حاول عتاولة الإجرام، فمدنيتها ترفض مفهوم التفخيخ والتفجير , عدن ستظل بعيدة عن العنف ولن ننجر إلى المعاملة بالمثل لأن هذا سلوك عصابات الموت ومثيري الفتن ..ستظل سفينة الحرية تعبر شواطئ الموت حتى ولو كان بحرها دماء أبنائها ومراسيها جماجمهم وأشلاءهم حتى وإن كانت الريح عاتية والطريق وعرا ومحفوفا بالمخاطر .
ستهون الطريق طالما أن أهدافنا منبثقة من فلسفة البقاء بعيدا عن عالم الموت والدمار الذي لا تجيد عصابات الموت غيره.. سنمضي لأن عقيدتنا نابعة من إيماننا بأن قيمة الحرية والكرامة والعيش بسلام مكلف ومحفوف بالجحيم الذي تحجب سحبه سماء الوجود، وتطوق أسلاكه طريق الدولة المدنية التي سنظل نحلم بوجودها .. عدن حاضرة الجنوب ستنتصر رغم عنفوان الأحداث.. ستنتصر رغم التفجيرات والإرهاب والتنكيل في عالم يعيش أزمة أخلاق وقيم ..عدن ستلقن القتلة درسا في الصبر والصمود.
ستمضي عدن ومعها كل من ينشد الحرية يوماً تاركية خلفها كل الألآم.
24/5/ 2016 الثلاثاء