كنت في حديث هاتفي مع صديقي الذي اخبرني انه مسافر عبر صنعاء إلى الإردن للعلاج. وبعد ان أطمأنت على صحته، أخبرني انه سيبقى في -عمّان- لمدة ثلاثة اسابيع وأنه قد اعد نفسه لهذه الرحلة، بان يزور البحر الميت وان يتجول في البتراء التي تعتبر من عجائب الدنيا.
بعد ايام تحدث معي من الضالع وسررت انع عاد سريعا وهذا يعني ان الفحوصات تمت وكل شيء يدعو الى الطمأنينة، لكن لدهشتي فقد اخبرني انه تم التحقيق معه حال وصوله مطار -عمّان- وإسمه للعلم -عرفات المفلحي- فامروه بالعودة من حيث اتى .عاد صديقي -عرفات - مهموماً كليماً محبطا.
كان بالإمكان صديقي أن يحضر كفيل اردني وسوف نتدبر هذا فلدينا أصدقاء وكان بالإمكان أحضار كفيل من أهلنا يُحضّر الدكتوراة تخصص عظام ويقيم ويدرس في عمّان ، ولكن أبت الشقاوة أن تفارق أهلها.
والمشكلة الامن الاردني بل طيران - المليكة الاردنية- لهم ذكريات أليمة لا حصر لها ،ومررت بها بنفسي وعانيت وعثائها، وآثرت الصمت لأن الكلام الجارح في حق شعب عظيم ومملكة عظيمة أحبها يوجعني بدوري.
ولكن هناك من قال لي أنشر قصة صاحباك وقصتك مع طيران-الملكية الأردنية- فما هي قصتك؟.
وتتلخص قصتي أنني كنت عائداَ الى أمريكا مع أكثر من ثلاثين راكباً وعبر مطار صنعاء، على متن طائرة -الملكية الاردنية-. كان معظم المسافرين يقيمون ويعملون في أمريكا مدينة - نيويورك- وأغلبهم يتحدّرون من منطقة الشِعرْ. إبْ .
وصلنا مطار -عمّان- ظهراً، وقيل لنا سوف تمكثون في فندق المطار ل ليلة، ثم تستقلون الطائرة باكراً، والمتجهة الى مطار كنيدي. نيويورك . هل تصدقوا أننا أقمنا في الفندق لعشرة أيام متواصلة! .صحيح أننا كنا نحصل على وجبات شهية وسكن في فندق مريح، ولكن الكثير منا كان لديه إرتباطات ومنهم من فقد فرصة الإمتحانات للحصول على الجنسية، ومنهم من تاخر عن عمله وهناك أطفال وأمهات عانوا الأمرين.
تقدمنا مراراً وتكراراً بشكوى الى إدارة الطيران، وكان ردهم خذوا -كوبونات- عفش تعويضا عن هذا التاخير! صرفوا لنا -كوبونات- عفش لمن لدية زائد عفش، وأفادوا أننا نستطيع أن نستفيد من هذه -الكوبونات- لسنة كاملة، ولكن لدهشتهم فالأكثرية القوا بهذه -الكوبانت- في سهلة المهملات. هذه قصة عشتها بنفسي ولا أتقــّول على طيران الملكية الإردنية.
يقولون أن إدارة الطيران الإردنية إعتذرت قبيل أيام عن بعض الأخطاء، بل وهناك إعتذار من قبل مسؤول حكومي عن التحقيقات الأمنية التي تطول والأنتظارات التي تصل الى 17 ساعة.
يقولون في -كندا- أن الرجل المحترم لا يعتذر-! وتفسيره ان المحترم عادة لا يرتكب الزلات في حق الناس لذلك لا يعتذر.
الإعتذار قد يخفف ولكن الخلل باتع وعميق وليس من السهل إصلاحه، فما حدث للمسافرين هو إهنات بالغة لم يكن أحداً يتوقعها من سلطات الأمن في مطار عمّان، ولا من طيران -الملكية - الذي ينقل المعذبين من أهل اليمن ثم يعيدهم أدراجهم على نفس الرحلة .
جمع الله كل المعسرات على الشعب اليمني، فكل الدروب مـُوصدة، وكل المطارات والمحطات تتربص بهم، وتتجهمهم الأوجه والعسس. إني أعوذ بك يا رب من سوء المُنقلب.