لم يحن الوقت لإعلان الدولة الجنوبية
(فلنحافظ على صلتنا بقيادة الشرعية والتحالف العربي)
أكاد أجزم أن كثير من الاصوات التي تعلو اليوم في الجنوب و في وسائل التواصل الاجتماعي وتطالب باجراءات راديكالية في شأن القضية الجنوب كأعلان الانفصال اليوم قبل غد, و إتخاذ اجراءات احادية غير واقعية وغير منطقية في ظروف اليوم متناسين ان الجنوب لا يزال أمامه الطريق ليس فقط مليئ بالعقبات الصعبة والمواجهات العسكرية و لكن ايضا بالمعارك القانونية التي لن تكون سهلة, جزء من هذه الاصوات لا شأن لها بالجنوب و هي إما دخيلة بكل تأكيد على الجنوب او تتبنى مصالح قوى حزبية يمنية غير جنوبية الهوى حتى و إن كانت جنوبية المنشأ أو انها اصوات جنوبية فإنها متطرفة لا تدرك تعقيدات الوضع.
دون ادنى شك أننا نمر بمرحلة دقيقة وحساسة جدا يتوقف عليها مستقبل قضيتنا وانجاز حقه في استعادة هويته وبناء دولته, و هذه المرحلة تحتاج الى حسابات دقيقة تضع في الاعتبار كل الظروف المحيطة بالقضية الجنوبية بعيدا عن المزايدات بعد ان تغيرت كثير من المعادلات على الارض وكذا في موازين القوى الفاعلة في الساحة اليمنية والجنوبية بعد عاصفة الحزم والتي تحققت بعدها انجازات كبيرة على الارض ان لم يكن اكبرها بل واهمها هو تحرير الجنوب من كل عسكريي القوات اليمنية الذين عاثوا فساد في الجنوب خلال ربع قرن , وكذا العديد من الخطوات سرّعت من تمكين الجنوبيين من ادارة شئونهم رغم عدم توفر الامكانيات الا انها حققت ايضا الكثير مما يفترض تحقيقه, والاهم من هذا كله ما يجري من بناء قوات امنية خالصة جنوبية وكذا اعداد جيش من ابناء الجنوب كذلك على مستوى جميع المحافظات في حضرموت وشبوة ولحج و عدن وستلحق باذن الله ابين والمهرة في هذه الخطوات.
كل هذا تم ويتم تحت سمع ونظر اخوتنا في دول التحالف العربي التي ادركت ان لديها حلفاء صادقين في الجنوب في مواجهة مشروع ايران وكذلك قيادة الشرعية التي عرفت ان حلفائها المفترضين من اليمن ( الشمال ) ليسوا الا في حالة شجار وخلاف مع رفاقهم الحوثيين ورئيسهم السابق يمكنهم حله بالحوار دون الحاجة للقوة ويمكن ان يعودوا بل وينقلبوا على الشرعية في اي لحظة.
لذا مالذي علينا عمله في هذه المرحلة التي تجري فيها اليوم معركة كسر عظم أقليمية بين التدخل الايراني الممتد من سوريا ولبنان مرورا بالعراق وصولا الى صنعاء والذي كنا في الجنوب جزءا من ضحاياه, و بين الدول العربية بقيادة دول التحالف العربي وعلى راسها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات المتحدة , هل نسد النوافذ ونغلق الابواب على انفسنا ونقول هذا امر لا شأن لنا فيه ونأخذ لنا مسلك نسير فيه وحدنا لا نعرف الى اين سنصل؟ ام ننسق جهودنا مع الاخوة في دول التحالف وقيادة الشرعية الذين تلتقي مصالحنا مع مصالحهم اليوم اكثر من اي وقت مضى في نقاط كثيرة ونسير بمشروعنا الوطني بموازاة هذا دون الاصطدام مع التحالف العربي والشرعية الذين لهم أوليات بكل تأكيد وينتظرون مننا ان نبقي ايدينا في ايديهم كما مدوا ايديهم لنا في تحقيق النصر على العدوان اليمني و وصلنا الى المكتسبات التي تحققت حتى الان لصالح قضيتنا الجنوبية.
*- بقلم د حسين لقور بن عيدان – أكاديمي وباحث سياسي