وطني لو شغلت بالخلد عنه .. لنازعتني إليه في الخلد نفسي
*أمير الشعراء/أحمد شوقي
__________________
أرى دهاليز السياسة وخبثها وعفنها تتربص بوطني الجريح بات معها يزداد خوفي عليه الذي يهدد في كل جوانبه.. ومع ذلك كله فإن نفسي تنحاز إلى الإطمئنان بأنه لا يغلب عسر يسرين وأن الأزمة ستفرج بأذن الله وأن الله غالب على أمره ؛ لكن وعلى طريق الأزمة وحلولها لدي أسئلة كثيرة تتطلب الإجابة عليها أهمها: هل نحن صادقون في توجهنا للوطن أم أن كل طرف ينظر فقط من زاوية مصالحه؟! ما مدى مصداقية الأمم المتحدة ومبعوثها ولد الشيخ؟! وهل هي فعلا تريد حلا منصفا يخدم في المقام الأول اليمنين في حال توصل المتشاورون الى حلول.. ثم ما الذي يضمن الا تكون وقتية يتم الالتفاف عليها فتكون المآساة أعظم والبلاء أشد؟! وهل هناك جدية في التوجه لإيجاد حلول تجعل من الوطن لها عنوان.. لا أخفيكم قرائي الأعزاء؛ أن خوفي يتفاقم يوما بعد يوم مع طلوع كل شمس وغروبها، وفرأئصي ترتعد، وقلمي يرتجف خوفا، واناملي ترتعش، وتابى الكلمات أن تعبر عن معانيها وتكاد أن تكتب الخوف على نافذة الحدث المؤلم لا أحد يخيفنا سوى خوفنا على وطن لايزال المرض ينهش بعض أعضائه ولا يزال الأعداء يتربصون به..أتمنى من الحضور في الكويت أن ينظروا إلى السواد الأعظم من المكلومين ينظرون إلى آهات الثكالى ينظرون إلى فقر الناس وعوزهم والذين لا يهمهم من يحكم من النخب السياسية المتصارعة لكن يهمهم كيف يعيشوا مثلهم مثل غيرهم بعيدا عن لغة السياسة، لم أعد أصدق كثيرا مصطلحات الحرب "المعركة الحاسمة" و"معركة تحرير صنعاء" "ودعم جبهة مأرب" و"الجوف" لأن تفكيري لم يغادر "تبة المصارية" و"جبل هيلان" و"حيد بن عقيل" و"الحوبان" و"القصر الرئاسي" وما إلى ذلك من الأماكن التي يرددها الإعلام صباحا ومساء ..ولأنني أعلم ان الضحية هو الشعب الذي تخاض الحرب من أجله أتمنى أن يؤخذ هذا الشعب ومصالحه وأمنه واستقراره في حسابات الجميع وأي فشل يرافق المكادثات ربما يسفر لا قدر الله عن كارثة.
2/5/2016 الأثنين