نحو ميلاد نخبة سياسية جنوبية جديدة :

لقد جاء الحراك الجنوبي من رحم المعاناة والاستبداد ، وهو انعكاس لواقع الاقصاء والاصطفاء والتناقض المحتدم بين المستعِر والمستعمّر.

كانت وما زالت علاقة الجنوب بالاستعمار الكولونيالي هي علاقة رفض ومقاومة،  قدم شعب الجنوب أكثر من عشرة الف شهيد من الحرب الاولى  إلى الحرب الثانية .

اننا بحاجة إلى التحويل من حالة الانفعال إلى حالة الفعل ومن حالة  الانا إلى الـ نحن ومن حالة الشك إلى الثقة ومن حالة الكذب إلى الصدق ومن حالة الولاء للفرد إلى الولاء للوطن  ومن حالة القبيلة إلى حالة الوطن ومن حالة القول إلى حالة العمل  ومن حالة الدواوين إلى حالة الميادين ..

نعم نحن بحاجة إلى حراك سياسي نخبوي بعد الحراك الشعبي ، حراك ما بعد الحربين الظالمة على الجنوب .

حراك ينهي حالة تبعثر اوراقنا وجمعها معاّ في نسق واحد ، حراك يزيل التباين والخصومة السياسية ويبدد ازمة الثقة والشك بالاخر ذلك لم يتآتى الا من خلال انتاج وعيا منفتحا يتجه إلى حالة العمل ميدانيا يجسد معاني الاخوة والانتماء والهم والهدف المشترك بعتبار ذلك الرافعة الاساسية لاستنهاض المجتمع شعباّ ونخباّ عبر توليد نحبة سياسية جنوبية  قادرة على مواصلة العمل النضالي مستوعبة لكل الملابسات والضروف المحيطة بقضيتنا ، قادرة على خلق شراكة حقيقية مع الخارج . حتى لا تبقى قضية الجنوب ورقة بيد الخارج أو بيد قوى بالداخل اليمني تعلب فيها لمصلحتها .