ما أقصده في مقالي أوهذا العنوان، هو أنني اود أن أبين أن الإنسان قد لا يستطع تحقيق أمراً، وهنا عليه أن يجاوزه الى أمرٍ آخريستطيع تحقيقه.
ومثل هذا يحدث في الحياة والتجارب الإنسانية حافلة بهذه القصص والحوادث ومنها إتفاقية -الحـُديبة- -المجحفة- بين المسلمين وكفار قريش، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أدرى بما تحمله الاتفاقية من تباشير النصر المبين.
وكمثال حدثت بين اليمن والمملكة في الستينات من القرن الماضي مواجهات فلم يحقق أي منهم نصراً على الآخر، وكان ذلك أثناء قيام الثورة اليمنية، لذا قررا الجانبان وبعد سنوات مؤلمة من المواجهات أن يجنحوا الى المصالحات، فدشن البلدان لحقبة تعاون ثبتت وترسّخت، ولولا موقف اليمن من إجتياح قوات العراق لدولة الكويت، لكانت اليمن ربما اليوم عضواً في مجلس التعاون.
إذن ما أريد أن أصل معكم إليه، أن هناك فرص لتحسين العلاقات وبناء الثقة يين الدول دون تغير النظام او تحقيق النصر الحاسم. وأذكر هنا انه لم تتغير الصين ومنذ الثورة الشيوعية وما تلته من ثورة ثقافية، الذي تغير هو المصالح. فعندما تجد - صعدة- مصالح قوية وثابتة ومستدامة مع -الرياض- فأنها ستدافع عن الرياض وستشارك الرياض صعدة في كل شجونها وهواجسها وحزنها وفرحها .
اليوم قد لا نستطيع ان نحقق المنجز الكامل أوالأمنية في تحقيق إذعانات شاملة - لقوات التمرد- في المحادثات التي دُشنت في دولة الكويت الشقيقة. وقد نسمع من يشجع على التشدد وعدم قبول أي حلول وسطية بل عدم التزحزح قيد انملة عن الشروط الواضحة والمعلنة، وأن في التنازلات الطفيفة، فيها يكمُن الخطر والتربُصات والهوان.
لكنني ضد هذا النهج والتشدد فإذا وصلنا الى تسوية أو تقاربات، وربما شابها بعض التنازلات الهامشية، فأمامنا فرص المستقبل والحوارات المستدامة وستأتي أُكلها، خصوصا إذا هدأت جبهات الحروب ومأسيها، وأنشغلت الناس بهموم حياتها اليومية، وتركت خنادقها ومتاريسها وخطوط جبهاتها المشتعلة .
أن الخط المستقيم خرافة، فلا ننخدع او نطمح بتحقيق إذعانات شاملة وفرض الشروط الكاملة، فشروط الأنصار او فصيل المؤتمر لا تشكل في حالة قبول بعضها كارثة وإهانة أو ذل للفريق الشرعي القوي الذي يمسك بكل خيوط اللعبة. فقوات الشرعية لديها من الأوراق الكثير ولديها من الفرص ما يساعدها على التحكم بمسارات الوطن وتجنب أي رعونات أو شطحات مستقبلية، بل وعلى مقربة من اليمن دول التحالف وهم جاهزون في أي حين وأوان للردع والصدع واحدث - سونامي- فضلاً عن عواصف .
على أنه من المهم ان نفخر أن هناك منجز قد تحقق، وهو منجز ليس هيناً بل عظيما ومؤثراً، وأعني هنا ان المواجهة او -الفتكة- التي تمثلت -بعاصفة الحزم- قد أفضت نصر واضح، والى تنازلات مهمة تمثلت في المصالحات الجانبية الشفافة التي تمت دون بهرجات أعلامية او ضجيج بين المملكة والأنصار بل انني واشعر ان هذه المشاورات تضمنت اتفافيات ودشنت الى علاقات مستقبلية مامولة بل وواثقة ومتنامية.
علينا ان نحاول أن نفهم سر التردد والتعصي في قدوم فريق الحوارالى الكويت وأنه قد يعزى الى تصريحات الناطق بإسم الأنصارحيث اوضح بثقة أن هناك نجاحات جانبية تحققت في حواراتهم مع المملكة .
هذا الأمر أثار غيض وحنق - صالح- وهنا علينا أن نقدم ل -صالح- بعض الترضيات طالما وهي تتمحور حول سلامته الشخصية ! فلقد شعر اليوم انه فقد حليفه وأصبح -وحيدا- في الساحة، وهو اليوم - الغريق الذي لا يهمه البلل-.
أن -صالح- يستطيع ان يشغلنا ويزعجنا، فهذا المشعوذ الماكر! لديه الكثير من الأرانب في قبعته، على أن تقديم بعض التنازلات لهذا -المؤذي- لن يكون لها تاثيرات أبداً على مسارات الوطن ومستقبله ومجمل التسويات الهامة والعميقة، فالشرعية في ذروة قوتها وسطوتها، ودول التحالف لا زالت طلقتها في جيبها.
إذا لم تسطع أمراً فدعه**وجاوزه إلى ما تستطيع ُ