من يطالب باختيار قيادة من على المنصة تأخذ شرعيتها من المليونية فذلك ارتجال الارتجال

2016-04-17 16:17

 

( التوصيف) بين التشكيك والارتجال

" المعرفة هي خبرة التعامل مع هذا العالم وماسواها مجرد معلومات. "          اينتشاين

 

# المليونية تؤكد تمسك الشعب  بالتحرير والاستقلال...هي ليست رسالة للإقليم والعالم ولمؤتمر الكويت فقط بل يجب ان توجه المليونية  لقيادات جنوبية تقف في المنطقة الرمادية ان عليها ان  تحسم خيارها مع الاستقلال بشكل واضح فالمرحلة حاسمة لاتحتمل ودماﺀ الشهداء ليست للمساومة

              

# يقول الإمام علي كرّم الله وجهه ( لعمري لئن كانت الإمامة لاتنعقد حتى يحضرها عامة الناس فما إلى ذلك سبيل)  والإمام علي محق فهناك فرق بين العمل الشعبي والعمل السياسي وحتى الانتخاب لايكون معيارا الا بانتشار وعيه وقيام الأحزاب ورواج الإعلام.اما الاستقواﺀ بالحشد للاستقواﺀ السياسي فقد حشد عفاش اضعاف مضاعفة فهل حشوده تشرعن سياساته... الحشد للاستقواﺀ الوطني فقط

 

# التشكيك بقيادات الاستقلال في الخارج وأنهم مع كل مليونية  يُظّهرون تقاربا ، ثم يعودون إلى غيبوبتهم فذلك تشكيك أكثر منه تحليل وتوصيف فعوامل الخلل اوسع وأعمق ، ومن يطالب باختيار قيادة من على المنصة تأخذ شرعيتها من المليونية فذلك ارتجال الارتجال

 

#عندما يكون التحليل والتوصيف محاججة من قبيل الدفع بالشباب لصدارة المشهد فهو قول حق سيؤدي إلى باطل... فالشباب هم المستقبل وهم القوة والاندفاع وهم المقاومة ، لكن الشيوخ هم الحكمة والتجربة ومستودع الممارسة ...والشباب والشيوخ هما جناحا الطائر للجنوب إذا كسرنا احدهما فقد الأخر جدواه وتحليل كهذا لن يغير الواقع للأفضل فنتيجته ان أحسنا الظن هي عدم موضوعية وان شككنا فهي اما  عن جهل  أو  للتضليل اما إذا خلقت صراعا وشروخا فلها اسم أخر !!! ولن  يتحقق به سالك ولن يتنحى به شائك وأحمق مسالك السالك الشبابي هو احتلال  الجنوب جاﺀ عن تجربة حمقاﺀ لشباب قطعوا صلاتهم بالماضي وادركتهم الشيخوخة ولم يتبينوا طريق المستقبل فضاعوا وأضاعوا

 

# لكن... هل أزمة القيادة في الجنوب ناتجة لعوامل ذاتية في قيادات الخارج كما يتهمهم تيار السالك والشائك  أم لعوامل ذاتية في الثورة وما فُرِض عليها من مكونات نفسها لم تتطهر منها أم لعوامل خارجية ضاغطة للعوامل  كلها؟

 

# قال احد المفكرين الجزائريين ان ماحققته النخب الجزائرية ، غير السياسية ، للجزائر أكثر مما حققته لها نخبها السياسية  فإذا كانت قيادات الخارج لم تستطع ان تتحد أو تنسق فتفتح منافذ للقضية دوليا وإقليميا ففي المقابل لم تستطع القيادات الميدانية الشابة ان تقبل بعضها أو تنسق مع بعضها وان تبدع أكثر من الوقوف على المنصة وترديد الشعارات ليوم أو بعض يوم يعقبه إصدار بيان  ويصبح حالها كحال القيادات السياسية ..  فلم تستطع ان تطوّر النضال السلمي وتدخله في عمق المجتمع حتى تصل به إلى العصيان ومقاطعة اقتصاد العدو وغيرها من الإشكال السلمية التي ميزت النضال السلمي في الدول التي مارست هذا النوع من الثورات ..اما بقية النخب الإعلامية والأكاديمية وغيرها  فسلبيتها أكثر فماذا عملت ؟ ... كانوا اشد سلبية من القيادات ماذا عمل من يدّعون الأكاديمية في علاقتهم الأكاديمية ، ان كانوا فعلا أكاديميين ؟،ماذا عملوا مع  الجامعات ومراكز الأبحاث ومع منظمات العمل المدني والحقوقي ..الخ ..لا جهد لهم يفتح منافذ  للقضية في حدود اختصاصاتهم للعالم  ولم يفلحوا  الا في تناول  أسباب العجز القيادي للخارج - وهي نغمة حديثة - جاد بها بعضهم وهم كانوا يذوبون هياما ببعضها  ، بينما ذات العجز أعمق فيهم وفي التعبيرات التي يصنفونها  مؤسسية التي لايسيطر عليها شباب بل عجائز يقاربون عمر قيادات الخارج !!

 

# ان عدم التفريق في تحديد مسببات الأزمة سيصل بنا إلى النتيجة الكارثة فالمطالبة باتخاذ  القرارات وتشكيل القيادة من فوق المنصة واخذ شرعيتها من الحشد هي في الواقع ارتجالية لن يغادر أخر محتشد الا والبيانات قد صدرت تشجب ما صار وأرقى ماسينتجه ذلك الاستفتاﺀ مسخ حراكي يضاف إلى الموجود ، لذا فمحاولة إصلاح مرتجلة ستفسد ما يراد إصلاحه ، إذ يجب التفريق بين العمل الجماهيري الشعبي والعمل السياسي فأحيانا تكون الفكرة صحيحة لكن التعبير عنها وطريقة إخراجها ووضعها في غير مكانها  تضيّعها وبذلك تثبت للعالم وللجوار بان الجنوب غير مؤهل للاستقلال وبحاجة لربطه بصنعاﺀ فهل تنبه دعاة السالك لذلك؟

 

#  لقد ترك العالم الجنوب الاشتراكي يتجه إلى باب اليمن ليصنع حالة تركيب وحيدة بعد الحرب الباردة في جغرافيا الأصل فيها التفكيك عدا المانيا التي فككتها الحرب الثانية وأعادت تركيبها نهاية الحرب الباردة التي أفرزت  تفكيك أوروبا الشرقية والوسطى الشيوعية وحتى إثيوبيا  ... ثم جاﺀت حرب 94 م ونهب الجنوب وتدمير مؤسساته  ثم الحراك ومحاصرته إعلاميا وسياسيا وحقوقيا وإنسانيا وصولا إلى حرب الحلفاﺀ تحت عنوان إعادة الشرعية وعدم السماح بأي حركة للجنوب الا تحت عنوان الشرعية وهو ما لمسناه في محاولات فرض توحيد مسمى المقاومة   وفي إعطاء صوت إعلامي لتيار الفدرلة وحجب صوت الاستقلال  .. الم تكن تلك مؤشرات بان هناك أسبابا أعمق من اختزالها في عجز قيادات الاستقلال في الخارج؟

   

#لماذا يرفض بعض الموضوعيين ، بالتشكيك ، إي تقارب ثنائي بين قيادات الخارج .. وإذا لم يتفقوا يسمي وضعهم غيبوبة في انتظار مليونية أخرى!! هل من عمى موضوعي أكثر من هذا ؟بل ان أحلام الموضوعية تجعلهم يؤكدون ان في الجنوب مدنا أو  مدينة محررة تكون مقرا للانطلاق!! أين  الموضوعية فيما يقول ؟

الحقيقة ان لامدينة جنوبية محررة فالجنوب مازال يدار تحت شرعية الوحدة وقرارات مشاركة بعض المقاومة صادرة عن ذات الشرعية. فأين التحرير ؟

 

# نحن الان جزﺀ من قضية عنوانها الشرعية خاضعة للإشراف الدولي وتحت وصاية إقليمية ومازال للاحتلال يد قوية باطشة وكذا إرهاب يتم تدويره عالميا ومقاومة جنوبية أهملها التحالف عن عمد ويراد لها ان تُصنّف مليشيا مسلحة !! وتحرير واستقلال مازال بعصمة الشرعية تدعمها قيود دولية وإقليمية ويتحرك المشاركون منه  تحت شرعيتها لكن ذلك لا يجب بحال من الأحوال ان يكون سببا لتخلينا عن هدفنا فالثورة الاريترية استمرت منذ بداية الحرب الباردة ولم تحقق استقلالها الا بنهايتها .

 

# في هذا السياق هل أزمة قيادتنا في عوامل ذاتية تخص الجيل القيادي السابق ، قد يكون صحيحا ، لكن هل الشباب خالٍ من ذلك ، اعتقد ان الذي يدّعي خلوه يسطح الأزمة القيادية في الجنوب لحاجة في نفسه.

 

# اريتريا كان اتحادها مع إثيوبيا احد عناوين الحرب الباردة واستقلالها احد عناوين نهايتها وكانت مقاومتها وقياداتها عربية إسلامية منذ ان ضمتها إثيوبيا ، والكبار لايريدون اريتريا عربية إسلامية، وهذا ماثبت عندما  وصلت قيادات ضد عروبة وإسلامية اريتريا فاستحق العالم لها الاستقلال !!، والعالم الذي نعنيه  معروف ،  فهل في أزمتنا  القيادية وجه شبه وانه  ليس مطلوبا لأنه من موروث الحرب الباردة ؟ مجرد طلب لمن.يدعون أنهم باحثين ان  يستوعبوا في تحليلاتها  كل الاحتمالات  فالوحدة كانت من عناوين نهاية الحرب الباردة وبداية الحرب على الإرهاب مثلما كانت القضية الارترية مع نهاية الحرب الثانية وبداية الباردة واستقلال البلاد العربية والإسلامية وكان نوع القيادة في اريتريا احد مسببات تأخيرها

 

# ان الذي يختصر الجنوب في اطر وهيكليات وتعبيرات سياسية تدعي المؤسسية تنشا في العاصمة أو خارجها  وفي ظروف لاتتصف بوجود الحد الأدنى من سعة التواصل يغطي جغرافيا الجنوب الا باعتماد طرفية لمركز لاينعكس فيه التوازن  فالذي يعطي شرعية العناوين ويعطيها صبغة المؤسسية  والمدنية وهي ليست سوى إعادة جدولة لأنماط قيادية تدار بنفس طريقة الأنماط التي فشلت واعتبارها نموذج تعبير مؤسسي نوع من القفز على الموضوعية التي توجب تشخيص للمفردات التي تثقل حركتنا ومن هذا القفزات إننا ننكر ان التجربة الحزبية العربية أدارت بلدانها بالجهويات والمناطقيات باسم أحزاب سواﺀ أكانت هذه الأحزاب اشتراكية أو ليبرالية  وإسلامية وتجربتنا قبل كارثة الوحدة كانت  نموذج!!

 

 في تجربة مقاومتنا نموذج الكل أشاد به اعني مقاومة الضالع وقدرة رجالها واستبسالهم  وما حققته من نصر ، طبعا كل المقاومة الجنوبية قدّمت ملاحمها بما يتسق وجغرافيتها لكن مقاومة الضالع لاقت تجربتها الدرجة الأفضل ...لكن البعض لايلتفت لعامل مهم فيها  وهو ان الضالع هي المنطقة الوحيدة في الجنوب التي قاتلت بنفس حدودها قبل 67م وبنفس مكوناتها الاجتماعية وبنفس مسماها قبل 67م ...بقية المقاومات ارتبطت  بتلك التقسيمات لكنها لاتتحرك في ذات حدودها ولا بذات المكونات  قبل الاستقلال ...   وهذا يصل بنا إلى نتيجة تؤكد ان  تقسيمات ما قبل الاستقلال كانت أكثر كفاﺀة وهو ما لا نريد ان نعترف وحتى اكاديميينا عندما يرفضون تناوله يعتقدون بان الرفض يعني عدم وجوده ، لأنه سيفرض تغيير. في طبيعة الأنساق السياسية التي يدّعونها مدنية!!  لكن ذلك يفرض على الحالمين بالتخيير  بين السالك والشائك المراجعة وكذا مقولة الدفع بالشباب وإعادة مراجعة الشراكة وان يستوعبوا  أسس ومنطلقات كانت بالية في نظرهم كانت أكثر جدوى من تنظيراتهم للتعبيرات السياسية .

\

كيف تحررنا من ذلك في تجربتنا..لنجرد اللجان التحضيرية للتعبيرات المؤسسية لكل المليونيات واللجنة التحضيرية لهذه الفعالية ومكوناتها فاغلب أشخاصها من مكون واحد أو مفرخاته أو كما علّق احدهم أنها من  اقليم واحد .. فتساﺀل الأخر على ذلك المنشور ..  هل يراد تنفيذ الأقاليم باسم الحراك ؟

 

 "التوقف الكلي عن استدعاء خصومات الماضي عند التباين والاختلاف والتأسيس لشراكة وطنية راقية" ...كلام جميل ومطلوب ..لكن أيهما اشد ضررا الاستدعاﺀ أم ان يتم تأسيس الماضي بشكل تعبيرات سياسية في الحراك ..وهذا موثق بتصريحات تحدد بالاسم تلك التعبيرات ..كيف سيفسر لنا ذلك دعاة السالك والشائك والاستفتاﺀ على المنصة ؟ ماهو تصورهم لحل ذلك ؟

 

 لا ادري كيف ستخرج.  قيادة من ذلك  تترك الشائك وتتبع السالك !!! ونحن أمام تعبيرات مؤسسية لم تنتج توازن في لجنة تحضيرية لفعالية .. ولم نجد ذات التهجّم والتنظير على قيادات تقدم مشاريع اقل من الاستقلال  وأيضا لاندري ايضا كيف سندفع بالشباب ؟ و كيف سنؤسس لشراكة وطنية  مع تعبيرات مؤسسية لمكون واحد لم يقبل الآخرين  ان يقفوا معه على منصة أو يشاركونه في صياغة بيان  بما يؤكد ان  "  العصيّه من العضّيه " فمن  لم يستوعب الآخرين في تحضيرية الفعالية ؟ عندئذٍ يكون الاستفتاﺀ بالحضور في الفعالية مجرد شرك سياسي لشرعنته مع من يختارهم من مفرخاته على المنصة لكي " تعود حليمه لعادتها القديمة ".