ان المليونية القادمة ليست مجرد مليونية عابرة وليست شبيهة سابقاتها لا صورة ولا مضمونا وبذلك فهي لا تخاطب الاحتلال ولا تتحدث اليه ، فالاحتلال لم يعد له وجود بينا ولم يعد يملك القوة التي يستطيع بها الوقوف بوجهنا وبوجه مطالبنا كما كان يفعل سابقا ، فالمليونية القادمة اذا لها اهداف ومقاصد عابره للحدود وهي ايضا تاكيد لمبادئ وقيم كنا قد رسمناها وشيدناها خلال سنوات مضت من عمر هذه الثورة نوجزها فيما يلي .
لقد كنا فيما سبق نمارس العمل الثوري السلمي اجبارا كوسيلتنا الوحيدة نقارع بها طغيان الة القمع والعدوان اليمنية ، ولكننا اليوم نمارسه اختيارا وبحماية قوات المقاومة الجنوبية البطلة لنرسم بذلك لوحة رائعة تتحدث بوضوح عن اصالة هذا الشعب ومدنيته وحبه للسلام ونبذه للعنف والخراب ، وما هذه المليونية الا دليل قاطع على ان هناك امة بهذه الرقعة من الارض تعشق السلام وتحب الحياة رغم كل ظروف الحرب والموت المحيطة بها من كل جانب .
ان ممارسة العمل الثوري السلمي في ظل ظروف كالتي نمر بها لا يخرج ذلك عن كونه التزام بالمبادئ والقيم الثورية في احلك الظروف واصعب المراحل ، ولا يعني ذلك ابدا العودة الى نقطة الانطلاقة ولكنه تاكيد على سلميتنا ، وحديث ناعم بمسامع كل المشككين في رقينا وحداثتنا واننا لم نكن يوما من عشاق الحروب وهواة العنف لا سيما اذا ما اتيحت لنا الفرصة للممارسة العمل لسلمي والمدني لننقل صوتنا بكل حرية الى العالم ، كما ان ذلك ايضا تاكيد قطعي بان مستجدات الاحداث هي من اجبرتنا على الانتقال من العمل السلمي الى العمل العسكر ي واننا لكلا الامرين اهلا واصحاب .
ان هذه المليونية لا تخاطب الاحتلال ولا تتحدث معه ، وانما هي رافد للمتحدثين باسم القضية الجنوبية في المحافل الدولية والاقليمية وهي ايضا تاكيد على خيار التحرير والاستقلال اسكاتا لكل المشككين والمنتقصين والمتامرين ، وتجار الموتمرات وقراصنة التمثيل والوصاية الذين يتسولون باسم الجنوب وقضايا الجنوب وهم في حقيقتهم اعداء للجنوب وانتهازيون لابعد الحدود ومصلحيون ولا يهمهم الا المناصب والمكاسب التي سيجنون .