تحية وبعد ..
لقد بلغ الاذى حده ، والمشقة ذروتها ، حيث لم يعد بامكاننا نحن كمواطنين بهذه المدينة الطيبة تحمله بتاتا ، وانه لمن المؤكد لا يخفى عنكم ما يسؤنا ويتسبب في معاناتنا ، فهل بقي فيكم من رجلا رشيد ينفض الغبار عن ضمائركم ويؤخذ بايدكم الى جادة الصواب ويذكركم بمهامكم والتزاماتكم التي قطعتموه للناس ، فانكم امام الله واقفون وعن مسؤولياتكم ستسألون .
اننا نرى صوركم في كل موقع نتصفحه تفتحون دورة هنا وتحيون امسية هناك وتجتمعون هنا وتتشرفون بالحضور هناك ، لكن ما لم تقوم به واظن انكم لن تقوموا به هو تقديم حل لمياه المجاري السائبه التي اغرقت المدينة ، هذا الملف الذي ترمون به بظلمات دواليبكم وترحلونه من عام لاخر ، وكان من المفتروض ان تعطونه كل جهدكم وتولونه عظيم اهتمامكم ، وتقسمون له من وقتكم الثمين مثلما تعطون الكثير من وقتكم للمناسبات واللقاءات والندوات والذكريات ، انه لمن المعيب ان تستمر مشكلة المجاري وتستفحل وانتم تتفرجون على اضرارها واذاها ولا تحركون ساكنا وكانكم من كوكوب اخر او مجرة اخرى ، وصرنا نراكم وكان الامر لا يعنيكم ، ولا يقع في نطاق مسؤوليتكم ومدى صلاحيتكم ، ليس هذا فحسب بل وتعطونه ظهوركم وتركلونه باقدامكم وتصعرون له خدودكم وخشومكم ، ان مشاهد هذه المسرحية المؤلمة تجعلنا نتسأل بجد ، هل لديكم حقا ضمائر وهل تبقت لديكم نخوة ، ام ان المدة طالت عليكم واصبح كل اهتمامكم هو تلك الكراسي التي تتربعون حريرها ، وتلك المكاتب التي تقضون بها وقت فراغكم حيث الزملاء الرائعين والاصدقاء المخلصين .
ليكن بعلمكم يامن تتحملون امر هذه المدينة ، ان كل المهام التي تقومون بها ما هي الا مهام روتينية بامكان اي شخص ان يقوم بها ، فاذا كانت لديكم النية للخدمة والعمل والانجاز ، فيجب ان تقدموا بشجاعة على حل ازمة المجاري ، وتوقفوا نزيف هذا الجرح الغائر بوجه تريمكم ، وليكن الحسنة التي تجعلون بها ابناءكم وذويكم يفتخرون بكم ، و لتكون النكته البيضاء بمشواركم الوظيفي والعملي وليكون بعد ذلك سببا وجيها لبقاءكم بمناصبكم رغم ان شرعيتها انتهت منذ زمن ، ولكننا سوف نكون سندا لكم وعونا على مواصلة مشواركم وسنفتخر ايضا ان تكون على راس السلطة هنا .