لا يوجد بلاد أجمل من اليمن! قالها لي يهودي في نيويورك! وسالته لماذا هي أجمل بلاد ؟ فكان رده لسهولة الحياة وبساطتها وتماسك اهلها وتعاطفهم على بعضهم. قلت له ولماذا قررت المغادرة وتركت وطنك؟ تنهد وقال الاخلاق تغيرت وتبدلت! تصور كانوا المسلمين يؤمون اعراسنا وياكلون من طعامنا، وكنا نحتفل بأعيادنا معا ، فلا نعاني من متاعب ولا كراهيات بل ان -الحراوة- قالها وعرفت ان( الحريو والحريوة) كلمة (عبرية) وقال في ايام (الحراوة )كانت الاسر جميعها في القرية تاتي لتشاركنا الفرح، ولكن اليوم تغير كل شيء فهم لا يحضرون أفراحنا ولا يتناولون طعامنا، واضاف اصبحت (حراوتنا) صامتة فلم تعد تضج بالفرح فلا يحضرها أحدا غيرنا!
والحقيقة فان الاقصاء للمؤمنيين مخالف لديننا الحنيف فكيف لي ان اتزوج من يهودية واهلي يقصونها وينفرون منها ،وعن قرية في اليمن في منطقة (ريمة) فقد اخبرني صديق ان المسلمين حذروا ابناء قريتهم من المسلمين من حضور عرس اليهود، وان اكلهم غير حلال! . بل لقد حرضوا عليهم الناس فكانوا يخربون مقابرهم، وهذا مخيف وموجع حيث اننا نلتقي مع اليهود في امور دينية كثيرة. فهم يحرمون الميتة والدم ولعب الميسر وتناول المشروبات الروحية ويحرمون الخنزير بل وان الزنا هو في دينهم من اكبر الكبائر.
والسؤال لقد عاشوا معنا وبيننا 4000 سنة فمدننا واحيائها تعرف بقاع اليهود وباب موسى وضريح الشبزي ومقابر اليهود بل هناك معالم يهوديىة لا زالت قائمة وهناك رسومات نجمة النبي سليمان والشمعدان اليهودية وهذه تطرز بيوتنا القديمة، فتغير الحال اليوم وتغيرت ثقافتنا واصبحنا نعتنق ثقافة الأقصاء والكراهيات لمن هم بيننا ولمن لهم من بيت المال ومن الزكوات حق معلوم!
كيف خنا اخلاقنا وقيمنا بل ديننا، ألم يزر رسولنا الكريم جاره اليهودي.الم يتناول بعض من اكله ؟ الم يتعامل ويتداين سيدنا علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه مع يهودي. الم ينهر الرسول صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب عندما اشتط غضبا من اليهودي الذي اتى يطالب دينه من رسول الله وقال لرسول الله انتم يا بني هاشم (مُطل) اي تمطالون، في رد الدين. فأشتط عمر بن الخطاب غضبا من اليهودي، فقال رسول الله (مره بحسن الطلب ومرني بحسن الأداء)
الم يتزوج سيد الأنبياء من يهودية وأسمها (صفية) وان الرسول كان يدافع عنها من بعض من نسائه ومن قسوتهن في نعتها بانها يهودية. وان الرسول سمح لها بصلة اهلها اليهود، فاين انتم من هذه التعاليم. كم بقي من اليهود بيننا ؟وهو إثبات دامغ على ضيقنا او تسامحنا ؟ لا اعتقد هناك بقية، وان بقيت منهم اسرة أو بعض أسر فهم يعانون الحصار والاقصاء بيننا وترمقهم الأنظار الشزراء ويسمعون موجعات الكلام.