= اشتدت مطالبة الهنود بحقوقهم وتطبيق مبدأ تقرير المصير على بلادهم . وبرز في ميدان المقاومة الوطنية عقب الحرب محام هندي هادي الطبع قوي العزيمة صلب الإرادة ، أسمة –( موهنداس غاندي )-
وكان قد درس القانون بجامعة لندن ثم أستقر في جنوب افريقيا ، حيث مارس المحاماة ، عشرين عاما ورصد الجانب الأكبر من جهود مناضلا في سبيل تحسين حال بني جلدته القاطنين بتلك الجهات . وأدرك غاندي الام الشعب في جنوب افريقيا وعاش بينهم وسعى لتحريرهم من الظلم وسجن ثلاث مرات ، وقد أصاب بعض النجاح فاضطرت الحكومة الى تخفيف القيود ، بعد ان هدد الهنود بالاضراب وفي أول أيام الحرب العالمية الأولى أي في عام 1914م عاد الى الهند وتعاون مع الانجليز تعاونا تاما طول مدة الحرب وواصل غاندي الجهاد في خدمة مواطنية ورفع الوان الخوف منهم وقنع غاندي بالعيش البسيط ، وحض مواطنية على العودة الى الحياة القروية الى المغزل البدوي . فقد رأى بفكره وخبرته أن المغزل اليدوي هو الوسيلة الوحيدة التي يمكن بها مكافحة الاستغلال الأجنبي ، ودلك بان يتعلم الشعب كيف يغزل وينسج ملابسة بنفسة ، وبدلك يكون للعمال في القرى عمل يكتسبون به ، و جعل غاندي شعارة القماش المصنوع بالأيدي ، وقد لبس غاندي هذا القماش في رحلته الى إنجلترا ، و قابل به ملك الانجليز وكان غاندي في ملبسة وطعامه يمثل الهند الفقيرة ، ذات الروح الثابتة التي لا تتزعزع وهي روح النساك والزاهدين الذين يمثلون فلسفة الهند مند عهد قديم .
وقد امن بقداسة جميع الوان الحياة فكان سلاحه الفعال الذي اشهره في وجه سادة الهند ( الانجليز ) هو المقاومة السلبية أي عدم التعاون معهم في جميع دروب النشاط ، ومقاطعة البضائع الإنجليزية وعدم دفع الضرائب للحكومة التي لا تمثل إرادة الشعب ولا تستهدف خيراته فتعرض لكثير من صنوف الأذى والعقاب ، من المحاكمات السياسية الى التغيب في السجون مرة بعد مرة أخرى مددا طويلة ولقبه مواطنوه ب ( المهاتما ) أو ( الروح الأعظم ) و توج حياته مستشهدا في عام 1948م . لان اقلية ضئيلة من الهندوس اتهمته بخيانة الأمانة و انه تسبب في المذابح التي قتل فيها عدد كبير من الهندوس ....ظلت سيرته وقصة حياة تدرس في جميع الجامعات الهندية وبعض الجامعات الغربية كرجل ثائر زعيم قومي واممي لحركة التحرر من الاستعمار ولازالت الهند تقدس روحه كل عام ... قال غاندي ( خير لي أن أكون عبد أطالب بحريتي .. من أكون حرا اساوي العبيد )- ومن أقواله عن الديمقراطية قال –( لا يمكن بناء الديمقراطية من عشرين شخص يجلسون على الطاولة بل اشراك الجميع من القرية الى المدينة )- ..