" قال تعالى -( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم )-
أن موقف الحقيقة غالبا ما يكون صعبا ، ولكنها لا يمكن أن تتحطم ، لأن الأمة لا تكون أمة قوية الا اذا كانت تؤمن بالله ،أن للقران سلطان على القلوب وهيبة على الارواح وقوة موثرة فاعلة على النفوس ، عجبت لاناس من السلف الاخيار ومن المتقدمين انهدوا امأم تاثير القران وأمام ايقاعاته ونغماته الهائلة الصادقة ، (( لو نزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) .
لماذا نحن لم نعتبر ولا نعلم شيئا عن قيمة الامانة وعن ضياعها و قتل النفس وقيمتها والسوال يوم الحساب عنها وكيف زهقت ،فذلك علي بن الفضيل يموت لما سمع أباه يقراء قول عز وجل –( وقفؤهم أنهم مسئولون ، مالكم لا تناصرون ) . و عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد المبشرين العشرة بالجنة مرض شهر كاملا لسماعه لاية ، كما ذكر ذلك ابن كثير –( ولو أن قرءانا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى )- والصحابي الجليل عبدالله بن وهب ، مر يوم الجمعه فسمع غلاما يقراء –( و اذ يتحاجون في النار ) فأغمى عليه ، ونقل الى بيته وبقي ثلاثة مريضا ومات في اليوم الرابع ، ذكره الدهبي .
أننا لا نشعر بجهلنا ، ولا نشعر بالغبا لدينا ، الا عندما نشعر باننا قد عجزنا من أن نشرح وجهة نظرنا ، و الأهم من ذلك كيف نقنع شعبنا وكيف يتقبل اسر الشهداء والجرحى وجهة نظرنا ونظركم .
وعندما نكتب وجهة نظرنا نتقبل كل نقد جارح وسخيف لأجل الحقيقة ولأجل الامانة ، وليس نحن ضد فلان أو علان تقلد منصب هناك أو هناك ، فقد تقلد ناس قبلهم وكتبنا عليهم والعناهم وخوناهم بأنهم باعوا القضية وتخلوا عن دما الشهداء وفي الاصل كلهم سوى ، المحزن كيف كانت خاتمتهم ، وكيف أنهم أختلفوا يوما مع رجال عظام رفاق درب لهم ، هم أرادو الكلاب تمشي والقافلة تنبح ، والغبا السياسي عندما تطرح وجهة نظرك لا تعجب البعض لأن فلان من محافظة كدا فانت ضدهم وهذا غبا سياسي وبلادة اخلاقية ، لم نفهم نحن نبني لاجل العبودية يا هؤلاء أو نبحث لاجل مستقبل الاجيال القادمة لكم ولنا ، لأن من يطارد عصفورين يفقدهم ، أما البحث عن السلطة وتصبح عبدا لا سيادك ورئيسك وحكامك ، و أما الامانة حتى تظهر الحقيقة الذي ناضلت لاجلها منذو البداية الاولى وقدمت دماء شريفه لاجلها ـ ولا عيب فينا أن فشلنا ، ونعترف أن الجنوب على مفترق الطريق ، وليعلم هولاء الشردمة أنه لا يستطيع أحد ركوب ظهوركم الا اذا انحنيتوا لهم .
فأعلموا أن تكونوا في جماعة الاسود خير لكم من أن تكونوا قادة للنظام . وللحقيقة أننا جميعا فشلنا لأننا اختلفنا ولا عملنا بالقران لقوا عز وجل ( ولا تنازعوا فتفشلوا ) . ضيعنا الامانة وضيعنا وطن وشعب ، وأصبحنا بلا سكينة ولاطمأنينه ولا راحة بال ولا مصداقية ولا تعامل مع الاخرين الا برجوع الى كتاب الله بيننا وبينكم لكي نرتاح من التشويش والتخوين والبلبلة ولكي تطئمن قلوبنا وقلوب اسر الضحايا ( الشهداء ) لقول تعالى ( الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألابذكر الله تطئمن القلوب ، نعم كثيرا ماتوا وبكينا عليهم ومثلكم كثير باعوا وتخلوا في نهاية الطريق فما علينا الا قرأت الفواتح ونقول للجميع صبرا جميلا والحياة متاع الغرور ،مدام الناس تعشق دائما العطر القديم ، ولا تعلم أنها ستلقيه يوما في صناديق القمامة ، هم الان أسود يأكلون بلا ضمير أو حساب ، المهم الان صفقات جديدة وسوف توقع عقود السلاح وعقود المباني ونجمع مزيدا من المجد مزيدا من المال ومزيدا من الهبر ، وستصبح كل المناصب في بلاط جنابكم نحن يارفاق موافقون لن نختلف مهما تخليتم في نهاية الطريق موافقون .. موافقون مهما قبضتم ، مرحبون مرحبون مهما تراجعتم للخلف مباركون لكم مباركون ومهما سرقتم من عمر الثورة ، مصفقون لكم مصفقون وعاشقون كثير كم عاشقون ومطبلين واعلاميون كثير بكم مغرمون ، بس من غيركم ماذا نكون نحن لا قيمة للثورة ، ومن أجل ذلك موافقون موافقون ، وفي الحقيقة نسمع أنهم رجال الحاشية والبلاط سيصبحون ، نعم ما كل ما يتمنى المرء يدركة ، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ....