معلوم أننا نحن اليمنيين من أعرق الشعوب التي دبت على وجه الأرض نحن من أغناها حضارة ومجدا وانتصارا وفتوحات.. ويجب أن يكون ذلك موضع فخر واعتزاز لكل من ينتسب لأرض السعيدة .. لكننا أضعنا الأرض وضيعنا الأنسان.. فأصبحنا وللأسف لا كرام ولا كرامة' عوقبنا حين صمتنا وغضينا الطرف وصممنا آذاننا وتخلينا عن الضعفاء وسايرنا الطغاة من أبناء جلدتنا فكانت النتيجة هضم وإفلاس وبتنا وأصبحنا أضحكوة العالم' أما آن لنا أن نفيق من غفلتنا وننظر إلى العالم من حولنا لاينقصنا شيء من وسائل العيش الكريم فقد حبانا الله أرضا في أحشائها الدر كامن وإنسانا قل نظيره في تاريخ الأمم والشعوب وكان لنا أن ندرك أنه من المستحيل أن نخير بين الخضوع والاستسلام أو العيش في ذل بسلام، ويجب أن نعي ألا عيش تحت سنابك الذل والمهانة ..بل علينا الاستمرار في المضي دون مهادنة أو تهاون لنيل حقنا في الحياة وطيبها من عدل ومساواة وأمن ..
أن التاريخ اليوم يستدعي اللحظات الأليمة من تاريخنا حين هللنا ورحبنا بقدوم الفاسدين إلى هرم الحكم في أراضينا الغاصبين لسيادتنا والطامعين في ثرواتنا ولم نتوقف عند ذلك بل فرشنا للطغاة أعيننا ورصينا الغلاباء من الناس والمنافقين منهم على جوانب الطرقات لتحية اللصوص وسط موجه عارمة من التهليل والتصفيق والاطراء لهم وكأنهم من ذوي حسن الخلق وكريمي النفس ونظيفي اليد وهم ليسوا إلا سفاحين ولصوصا وطواغيت لا يتورعون عن ممارسة أقذر الأعمال بحقنا..
يجب أن نعي اليوم إن للحرية ثمنا باهضا ينبغي سداده من دمائنا ودماء الشعوب وأمنها واستقرارها ودموعها ومن حياتها فالكرامة لا تقدم على أطباق الذهب بل على أشلاء وجماجم الضحايا..
يجب ألا نورث الخوف للأجيال ويجب أن نؤسس لذلك في أدبياتنا وأن نمنع تسرب الخوف من المستقبل لأننا ببساطة حين نفكر في ذلك نشيد مصانع الهزيمة على أنقاض الحرية ونصاب بالصمم بسبب الخوف والهلع على مستقبل أجيالنا لأننا لا نعرف قيمة الحرية وجوهرها وحينها نبدأ نراجع قائمة التنازلات ونبدأ بارتداء مظاهر الذل والخنوع وهذا ما يجب دحضه عن طريق آمالنا وأحلامنا ..يجب أن نقتل الأفاعي التي تحاول الالتفاف على أعناقنا والتي تظهر لنا جلدها الأملس الناعم الجميل ففي أنيابها العطب.. علينا أن نحمل شعار الحرية التي نتغنى بها دائما لاظلم لا إرهاب لا عدوان .