من المستحيل ان يجمع الناس علي رأي واحد وخاصة في
النظرة الإيجابية إلى السياسيين اليمنيين لأسباب ليس مجال تفنيدها ,ولكن هناك اجماع لدى كثير من اليمنيين ماعدا بالطبع الحوثيون وجماعة صالح ومن والاهم جَهْرًا أوخفية على الدور المميّز الذي لعبه وزير الخارجية السابق د رياض ياسين .
كذلك حصل إجماع أيضا من قبل المشتغلين بإعلام الاشقاء في دول التحالف العربي والمتابعين لأحداث اليمن في العام الماضي وبعد انقلاب الحوثي وصالح الكل أجمع على أن الدكتور رياض ياسين وزير الخارجية قد قام بدور فارق وهام ومتميز في فترة حرجة وعصيبة اختفى فيها كثيرين من مدعي البطولات الوهمية وتخاذل الأكثر .
كان الرجل شعلة من النشاط والوضوح والدبلوماسية المحترفة استطاع بحنكة ومقدرة اذهلت الكثيرين ان يجيّش العالم ضد الانقلاب وان يحافظ علي جبهة الخارجية وحدة متماسكة رغم قلة الإمكانيات وصعوبة الأوضاع و كان وزيرا ووزارة بدون موظفين بل العكس وجد أمامه الكثير يعملون في أكثر من سفارة يمنية لمحاربته وكان لصولاته وجرأته وتميزه بخط واضح وصريح في عواصم غربيه وعربية ومنظمات دولية وفي جنيف والجامعة العربية صولات وجولات ابتداء من قمة شرم الشيخ في مارس من العام الماضي والتي معها بدأت عاصفة الحزم وكان هو الحامل والموضح لطلب الرئيس هادي بانقاذ اليمن وهنا حدث الفارق بين صناعة التاريخ او الاكتفاء بالفرجة والترّقب .
لقد امتدح الكثير من المراقبين د ياسين كما كان الاعلاميين يرون في شخصه الحصيف وإجاباته الحاسمة والواضحة مايشفي ويبعث على الأمل في معركة المواجهة مع الانقلابيين ولم يتهرب او يخاف .
لقد حظي رياض ياسين بالتزكية والتقدير بكلمات من قبل طيب الذكرالمرحوم وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل ترن في أذنه وقلبه حتى اليوم (كما ذكر لنا ذلك) وانه يكفيه فخرا أن عمله كان لبنة أسياسة لكل الانتصارات التي نشاهدها اليوم .
لقد عمل الرجل بدون وزارة او موظفين بل كان المبادر بتأسيس مكتب للخارجية في الرياض ثم للحكومة وفتح الخارجية في عدن مما يعجز كثير من الوزراء عن القيام بعمل مماثل له حتي اليوم !
يكفي الدكتور رياض فخرا ان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د عبداللطيف الزياني قال له ( لم تكن ووزيرا للخارجية فقط. ولكنك كنت وزيرا للحربية وقائدا ولم نشاهد غيرك في الأشهر الأولي كنت تشرتشل اليمن !) .
لقد عمل الرجل في ظروف صعبة دون النظر الي منفعة شخصية او تشبث بمنصب او هلع ومطمع وكان بامكانه ان يفرض مايريد لكنه كان قمة في التواضع وآمن ان العمل المهم هو الانتصار علي الحوثيين والمخلوع صالح وان لايفرض في اليمن امر واقع بقوة السلاح ,ونعلم ان للرجل مكانة عالية في قلب الرئيس هادي الذي لم يكن يري سواه في الأشهر الأولي للحرب حتى رجحت الكفة !
الدكتور رياض واحد من السياسيين القلائل اللذين يجمع الكثيرين انه سيعود الى الصدارة مجددا !