الشمال لم يساعد في تحرير الجنوب حتى وان كان حاول ان يساعد فلم يكن ليسمح له باعتبار ان تراكم الوعي الجنوبي يقول ان كل شي قادم من الشمال ولو كانت نسمة هواء أو ماء يجري في واد فهو غير موثوق فيه جنوبا لاعتبارات مرتبطة بتجارب مريرة.
كان الجنوبيون فقط يرجون موقفا إلى جوارهم من الإخوة على الحدود الشمالية التي كان الحوثيون يمرون منها والناس هناك على جانبي الطريق تلوح لهم بشارة النصر .
لنترك هذا جانبا ..
ونناقش الأمر من آخره فقد تحرر الجنوب او معظمه بتضحيات أبناؤه ودعم قوات التحالف وخاصة الإخوة الإماراتيين ،فهلل الجنوبيون واحتفلوا واكتفوا بها ورابطوا في أرضهم.
الإخوة الشماليون لم يرق لهم هذا ،هم يطالبون الجنوبيين اليوم بالمساهمة في تحرير بعض مناطقهم وهذا حقهم ان يفكروا بمصلحتهم وان كان ذلك بأنانية معروفة ،لكنهم نسوا أنهم لم يتركوا لأي جنوبي مقدار ذرة من ثقة بهم والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين إلا ان كان غبيا وهنا يستحق ما يجري له.
في الجنوب بات الناس ينظرون باستغراب لكل جنوبي يتحدث عن ضرورة نصرة إخوتنا في أكثر من منطقة شمالية ،حتى ان الصغير قبل الكبير والبسيط قبل الخبير يقول لا أمان لهم سيغدرون بنا.
الإشكالية اليوم ان بعض الوجوه من الشمال لم تكتف بعتاب الجنوبيين لعدم المشاركة في تحرير أرضها التي سلمت بقناعة ودون مقاومة للحوثي وصالح بل السيئ إن هذه الوجوه تطل علينا لتتطاول على الجنوب بالإساءة حينا والتهديد والوعيد حينا آخر وكأنهم مازالوا يعيشون نشوة نصر 7يوليو المشئوم .
نعترف انه يجب على الجنوب أخلاقيا ان يتضامن مع كل الضحايا في تعز أو اب لكن ليس عليه بالضرورة ان يذهب للقتال هناك ،فأهالي هذه المحافظات وهم بالملايين هم المطالبون بالدفاع عن أرضهم ،ونعترف ان البعض منا وهم قلة يخطئون في ابداء رأي سلبي تجاه مايجري في بعض المناطق انطلاقا من شعور قديم بالخذلان يسكن أفئدة بعض الجنوبيين ، لكن لا ينبغي على أي شمالي إن يتطاول على الجنوب وأهله لأنهم قالوا لن نقاتل معكم لأننا ان تواجدنا بينكم فلن نميز بين العدو والصديق.
خلال 25 عاما هي عمر الوحدة بين الشمال والجنوب حرص الشماليون على وأد الثقة بين الشعبين وعززوا ثقافة الغدر وعليهم ألا يغضبوا من نتائج ما صنعت أيديهم .