نعم هي رسالة .. و لكن !!

2013-02-01 21:38

بقلم : عبد الله عمر باوزير

على حد علمي ومعرفتي المحدودة.. لم يسبق لمجلس الامن الدولي ومنذ نشأته في اكتوبرعام1945 وحتى اليوم ان اوفد رئيسه اوحتى كبار مساعديه الى مناطق النزاع والصراعات الحربية او السياسية ، فهو الذراع العسكري للنظام الدولي المتمثل في منظمة الامم المتحدة ، ويتكون من الدول الخمس الدائمة العضوية عشر دول.. اعضاء تنتخبهم الجمعية العامة للأمم المتحدة ولمدة سنتين غير قابلة للتجديد بموجب المادة 23 من الميثاق والتي نصت مادته25 على التزام الدول الاعضاء في الامم المتحدة .. مسبقا بالخضوع لقراراته والعمل بها ،الامر الذي اعطاء لقراراته قوة الزامية غير متوفرة لأى فرع من فروع المنظمة الدولية .

 

صحيح ان سلطاته غير مطلقة ومحددة في حفظ الامن والاستقرار العالمي ويندرج تحت هذه المهمة عدد من المهام والوسائل لتنفيذها منها التحقيق او التدخل في أي موقف قد يؤدى الى احتكاك دولي ، التوصية بالوسائل والاجراءات لمنع ذلك ،وبما في ذلك فرض الوصاية .. او القيام بمهام الوصاية على المناطق الاستراتيجية باسم الامم المتحدة ؟!

وهنا مربط الفرس او الوضع اليمني الذى دفع برئاسة مجلس الامن الدولي الي القدوم الي صنعاء – صباح يوم الاحد 27يناير الجاري وهو الامر ذاته الذي دفع بمعالى الدكتور الزياني امين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الي القدوم قبل الوفد الدولي بيوم كامل ..للاطلاع على سير عملية تنفيذ المبادرة الخليجية والاطلاع عن كثب علي مجمل المعيقات لتنفيذها ولقرارات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.. المتعلقة بالتسهيلات او بالخطوات التنفيذية كونه رئيس الجمهورية الذي يقود عملية التسوية وقيادة الدولة والمجتمع اليمني نحو بناء دولة عصرية من حيث البنى التشريعية والادارية الكفيلة بمغادرة كل موروثات التجزئة والتشطير الجغرافي والاجتماعي الى المواطنة والعدالة والمشاركة والمساواة ونقلها الى مستوى القدرة على ادارة مواردها البشرية والجغرافية و التعاطي مع المصالح الدولية في هذه المنطقة التي تحتل منها الزاوية الجنوبية الغربية من جزيرة العرب وتتحكم في باب المندب البوابة الجنوبية للبحر الاحمر اهم الممرات لتجارة الدولية بين الشرق والغرب وانبوب التدفقات النفطية بين قوس النفط العربي الممتد من باب المندب الى كركوك في شمال العراق ، كما تشرف على خليج عدن وبحر العرب المفتوح على المحيطات الثلاثة (الهندي جنوبا والاطلسي الى الغرب والهادي شمالا) وجميعها متصلة ومفتوحة على قارات العالم وتؤثر على الامن والاستقرار الدولي .

* من اجل ذلك قدم د.الزيانى يوم السبت ليلتقي برئيس الجمهورية وربما ببعض اطراف الازمة من قيادات حزبية وغير حزبية ليشارك رئاسة مجلس الامن الدولي اجتماعاته مع رئيس الجمهورية وقيادات الدولة العليا والاجتماع الموسع مع اطراف العمل السياسي او الازمة المشاركون في حكومة الوفاق او خارجها .

في ذلك القاء لم تأتي الكلمات الرسمية بروتوكولية او دبلوماسية تقليدية محملة بكلمات المجاملة و المديح المتبادل على طريقة شيوخ القبائل في مضاربهم اوفى قصورهم التي هجروا المضارب اليها ..

حيث جاءت كلمة فخامة الرئيس الترحيبية تقريرية وواضحة بعد تأكيده على ان زيارة رئيس واعضاء مجلس الامن يعد دعم قوي لتنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة الخليجية.. شدد على الحوار الوطني مؤكدا لجميع الاطراف ان لا عودة الي مربع العنف .. معتبرا الاطراف التي ترفض نهج الحوار اطراف معيقة للتسوية السياسية ،وبالتالي هي لا ترغب في استقرار ووحدة اليمن من خلال عملها علي اعاقة الحوار الوطني وتعمل علي عدم انجاح مؤتمر الحوار محور التسوية ومهمة اليمنين في تحديد شكل ونوع دولتهم ووحدتهم وإدارتها بما يلبى استمرارها ويوفر الامن والاستقرار والوحدة بإرادتهم و بدعم من النظامين الدولي والاقليمي وهو ما شددت عليه كلمت رئيس مجلس الامن بوضوح محذرا وداعيا الذين يحاولون الانحراف بعملية التسوية عن مسارها الي وقف نشاطهم دون مواربة وبكلمات لا تحتمل التأويل !!

مؤكدا على وقوف مجلس الامن ومساندته لاستقرار وحدة اليمن و محذرا كل من يعرقل سير التسوية والرئيس هادى الذى اشاد بجهوده المثمرة وقيادته للعملية الانتقالية باقتدار.

لم تختلف تصريحات ولا كلمات الدكتور الزياني عن كلمة وتصريحات السيد: مارك برنت فجميعهم حثوا على الحوار والتقدم بقانون العدالة الانتقالية واصلاح وهيكلة الجيش والامن ودعم المانحين ..

الا ان الزياني اعتبر دعم مجلس التعاون لليمن حق قومي تمليه أواصر القربى والمصير المشترك..

في الوقت الذي اكد فيه السيد جمال بنعمر على سرعة اطلاق الحوار الوطني لبناء دولة قادرة على مواجهة التحديات .

* نعم جميع تلك التصريحات والكلمات بما فيها كلمة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .. رسائل ولعدة اطراف داخلية وخارجية ولا استثني منها الاقليم واطراف بعض نظامه ومنها من استطاعت استثمار ما أحدثته ثورت الشباب ،التي تحولت الي خريف يمني نتيجة استيلاء بعض القوي الفئوية والاجتماعية والسياسية عليها واستثمارها لاعتصاماتها تحت شعارات التضامن والحماية لها بدعم مادي واعلامي لها بوضوح لأهداف توسيع دائرة حضورها او نكاية بأطراف اخرى ،لحسابات ضيقة وربما لخدمة اطراف اقليمية ودولية .. لها اهدافها واستراتيجياتها تجاه اليمن واقليمه العربي و الا فريقي ويزعجها استقرار اليمن و اندماجه في اقليمه الجغرافي والديمغرافي.. لكي لا يرتقي النظام الاقليمي الي مستوي القوة الاستراتيجية القادرة على ترسيخ الامن والاستقرار ..في اهم مناطق العالم من الناحيتين الجيوإستراتيجي و اقتصادي وهو امر لن يتحقق الا من خلال وحدة يقبل بها اليمنيون ودولة يمنية لا مركزية قابلة للاستمرار وهذه مهمة اليمنين .. او يجب ان تكون مهمتهم ان هم فهموا الرسالة !! وهي بكل تأكيد مختلفة عن رسائل بعض الزعامات العلنية او السرية الي رئيس مجلس الامن الدولي وكذلك امين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. فهل قرأوا الرسالة كما قرأت ؟!

يتوقف الامر على مغادرة الأنا الضيقة و المشاركة في الحوار الوطني .. لصياغة الدولة اليمنية القادرة على النهوض بمسؤولياتها الداخلية والاقليمية .. و الدولية