نبيل بريطاني في ضيافة قديس عربي .. السير هيكنبوثم والسلطان عيدروس؟ !

2015-10-12 03:46
نبيل بريطاني في ضيافة قديس عربي .. السير هيكنبوثم والسلطان عيدروس؟ !

نعتذر لعدم وجود صورة * السير ‘‘توم هيكنبوثم‘‘ الحاكم البريطاني لعدن [1956-1951 ] مع سيف الإسلام الحسن شقيق ملك اليمن

شبوه برس - خاص - لندن

 

*بعد انقطاع عن الدراسة الجامعية في <ويلز > لعام تقريبا، قضيتها في <جدة > مدرسا للغة الإنجليزية في معهد تابع للجامعة الأمريكية <القاهرة > جمعت فيها بعض المال لم يكن بكاف للايفاء بالتزاماتي المالية للجامعة مما اضطرني لرهن قطعة أرض زراعية لأحد أقاربي في يافع. .!

 

ولكن ما شانكم بهذا الأمر!

 

المهم أنني وقفت في الهزيع الآخر من أحد ليال تشرين الأول 1988 أمام ضابط الهجرة في <هيثرو >أكثر مطارات العالم ازدحاما في العالم. .ياللدهشة! فما كاد الرجل يضع يده علی جوازي حتی اعاده إلى مؤشرا ومحتفيا بي قائلآ :

-مرحبا بك سيد "جثام " ها قد عدت لإكمال دراستك،

حظا طيبآ! يا إلهي كيف حصل هذا وما في جوازي

ما يشي اني طالبا. .حينها عرفت سر قدرة تلك الجزيرة الصغيره في إدارة إمبراطورية كانت لا تغرب عنها الشمس. ..فهي لم توظف لمثل هذا الأمر الجلل إلا اكفأ العقول.

 

*في المستعمرات كان ممثلوها اكثرهم دراية بتاريخ وثقافة تلك الشعوب التي يحكمونها. .بل كانوا أنبل رجال التاج البريطاني / ممن يحملون ألقاب النبالة نحو (سير/لورد. .الخ )..أحدهم كان حاكم عدن /السير /هيكنبوثم.

 

ففي مذكراته التي نشرها 1958 بعنوان <عدن. ..> يتحفنا باحاطته بشخصية نمطية لمعظم سلاطين ومشائخ الجنوب العربي :

فجلهم يحبون المال /متزلفون /بل أن بعضهم جبان رعديد!

 

*لكنه أحدهم يجعله علی الطرف الآخر من المعادلة فهو في تقديره "قديساً. .لا يحفل بالرواتب المقررة له من حكومة بريطانيا /ولا يستلمها إلا بعد أشهر من تراكمها. .فينفقها في وجوه البر والإحسان!

 

*انه سلطان يافع السفلی /بني قاسد <عيدروس بن محسن العفيف > حيث سنحت الفرصة لذالكم النبيل لزيارة <القارة > 1952 مع صاحبها راكبين ظهري حمارين. ..رحلة لم يكن لها نظير في

رحلاته إلى مواطن القبائل الجنوبية شرقا وغربا. .كان مرافقه السلطان شيخا عليلا ،وهو لم يعتد ركوب الحمير فطاله اعياء منها جعله أشد ضعفا من رفيقه السلطان.

 

في رصد كان الزائر الغريب مع حفل استقبال في الهواء الطلق. .لم يسعه إلا القول :

-ها أنا الآن في مراسم استقبال لآخر الملوك الكهنة /هو الملك القديس . . وهؤلاء رجاله في دقة حركتهم، زواملهم، اطلاقهم للنيران ووقفتهم بين يدي مليكهم . الخ

الذي ما أن فرغوا منه حتی يمموا شطر قلعة <القارة > العالية متزاحمين في صعودهم اليها ب "سيقان من حديد -حسب وصفه! " .

 

*ألا ترون معي إلی مسيس حاجتنا لبعث قيم العفة والزهد التي جعلت من سلطان القارة ورجاله الخارقون آخر ملوك القداسة. .في نظر النبيل توم , أم نحن الآن مع جنوبيين يتصدرون مشهد اللصوصية والابتزاز حتی للاعانات الإنسانية التي لم يجد اشقائنا الإماراتيين من بد إلا توزيعها علی ذوي الحاجات بأيديهم . .خشية من وقوعها بأيدي المرابين بشقاء شعب الجنوب ونضاله من أجل الحرية والكرامة والعزة. .الخ هل نحن مع أناس يصدق فيهم قول

البردوني :

لأنكم غير أكفاء لثورته / انشبتموا فيه انيابا واظفارا /

أن كنتم بعض من ربی فكيف يرى/ كروم كفيه ينبوتا وصبارا؟ !

 

*- بقلم : الباحث المؤرخ / فضل الجثام اليافعي