مقدمة:
من المسلم فيه انه وفي حال تعرض شخص او جهة معينة لحادث ما فانه لا يتوقف عند هذا الحادث ويخوض في تفاصيله دون ان يعمد الى اتخاذ اجراءات احترازية ووقائية بعد وقوع الحادث أذا ما اراد منع تكرار الحادث وقبل ذلك معالجة اثار هذا الحادث...
وابسط مثال حين توخزنا شوكة فأننا لا نجلس نناقش كيف ولماذا ومتى وخزتنا بل نقوم بإجراءات ما بعد حادث الوخز وننزع الشوكة ونبعدها عن طريقنا ونعالج الجرح.
بعد هذه المقدمة البسيطة وبغض النظر عن تفاصيل التفحيرات الثلاثة التي حدثة في عدن الثلاثاء واستهدفة مقر الحكومة ومقران عسكري وإداري للقوات الاماراتية في مدينة البريقة بعدن.
فمن خلال اطلاعي ومتابعتي لردود الافعال حول الاحداث وجدت ان السواد الاعظم من المتابعين والمحللين لا يزال في معمعان الاحداث نفسها ويناقش تفاصيلها..ماذا حدث..وكيف ومتى حدث ذلك..؟
وقل ما اجد من يتطرق بخصوص ماذا بعد..ماذا بعد تفجيرات عدن..وما هي الاجراءات والاحترازات التي يحب ان تتخذ..؟
هل من تدابير امنية حيال ذلك..؟
وكيف يمكن توظيف الاحداث..؟
فلن يجدي الخوض في طبيعة الحادث وتفاصيله وأسبابها ودوافعه ودواعيه دون الانتقال للبحث فيما بعد احداث تفجيرات عدن..؟
والشروع في تنفيذ ما يحب ان يتخذ من اجراءات احترازية تحفظ الامن والاستقرار وتتصدى لاي اعمال ارهابية مستقبلية.
وتوظيف هذا الاحداث في صالح الدفع بالأطراف الداخلية والتحالف للجدية في تفعيل العمل في بناء المؤسستين العسكرية والامنية.
لا يختلف اثنان حول ان هذا الاحداث التي شهدتها عدن كشفت الحالة الامنية الهشة السائدة في عدن على حقيقتها وأظهرت مدى الحاجة الماسة في عدن والمناطق المحررة لاستتباب الأمن والاستقرار بصورة جدية.
القراء الكرام لست هنا بخبير امني حتى احدد طبيعة الاجراءات الأمنية فهذا يختص برجال الامن المخلصين في عدن والقوى الامنية التابعة للتحالف العربي فهم ادرى بما يحب ان يتخذ...
ولكن الاحداث الاخيرة تتطلب من الاطراف الفاعلة على الساحة ان تنظر لما بعد الاحداث وكيف يمكن توظيفها لصالحها.
وهذا ما يجعل المقاومة الجنوبية والقادة الأمنيين والعسكريين الجنوبيين ومعهم التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات -وهي القوى الفاعلة على الأرض-في اختبار صعب لمواجهة التحديات الامنية مستقبلا في عدن وعموم الجنوب.
6/أكتوبر/2015م