عندما رفض سلطان لحج بيع مدافع ‘‘البرونز‘‘ .. قلعة ‘‘صيرة‘‘ القديمة من بناها ؟ (صور)

2015-10-02 10:50
عندما رفض سلطان لحج بيع مدافع ‘‘البرونز‘‘ .. قلعة ‘‘صيرة‘‘ القديمة من بناها ؟ (صور)
شبوه برس - خاص - عدن

 

ومن يمعن النظر إلى رؤوس جبال عدن سواء جبل التعكر المعروف حالياً بجبل الخساف أو الجبل الأخضر ( جبل صيرة ) والمرتبط بسلسلة جبال تطل على ساحل أبين المشهور بجبال المنصوري ، سيلفت نظره بعض بقايا آثار القلاع والحصون ، ومراكز المراقبة ( النواظير ، والمناظير والمحاريس ) .

 

وتذكر المصادر التراثية أنّ على قمة جبل صيرة تربعت قلعة قديمة ، وأنّ تلك القلعة دمرت وأزيلت تماماً عن وجه قمة الجبل بسبب مدفعية الأسطول الإنجليزي في إبان أحداث معركة الاحتلال لعدن في صبيحة 19يناير سنة 1839م .

 

وأنّ تلك القلعة الحالية المطلة من على جبل صيرة هي من تشييد الإنجليز .

 

ولكن مع الأسف لا نعلم علم اليقين من بنى القلعة القديمة قبل الاحتلال الإنجليزي للمدينة ؟ . ومن المحتمل أنّ الذي بنى تلك القلعة القديمة العثمانيين عندما استولوا على عدن في سنة ( 945هـ / 1538م ) لأن إستراتجيتهم العسكرية كان هدفها هو حماية السواحل اليمنية من الأسطول البرتغالي بعد أنّ رأوا أنّ متابعة أساطيل البرتغاليين في عرض البحر ، قد سببت لهم الخسائر الكبيرة في أسطولهم ، فاتبعوا أسلوب دفاعي بحت في مواجهة تحركات الأسطول البرتغالي .

 

ولقد نجحت تلك الخطة العثمانية إلى حد ما ، فقد حدت من نشاط و قوة البرتغاليين الكبيرين في البحر العربي والبحر الأحمر . وكان من البديهي أن يشيد العثمانيين تلك القلعة أو ربما قاموا بترميمها حيث يبدو أنهم وجدوها قبل مجيئهم إلى عدن فوق جبل صيرة المطلة على البحر العربي ضمن تحصيناتهم الدفاعية ، فنصبوا المدافع الثقيلة فوقها التي أشتهر بها العثمانيين لضرب البرتغاليين إذا حاول الأخيرين الاقتراب أو محاولة احتلال عدن .

 

وما يؤكد ما ذهبنا إليه أنّ القلعة القديمة بناها العثمانيين أو أعادوا بناءها وهو الحوار الذي دار بين أحد الضباط الإنجليز Wellestedوالسلطان محسن بن فضل العبدلي المتوفي ( 1847م ) " فقد رأى ( ولستد ) عدداً من المدافع ... وهي مدافع ضخمة مركبة على عربات هزيلة مصطفة على طول سور صيرة .

 

قد بقيت منذ عهد العثمانيين . وسأل السلطان محسن بن فضل العبدلي ـــ الذي في عهده احتل الإنجليز عدن ــــ : " لم لا يصهر هذه المدافع المصنوعة من الصفر (البرونز) والاستفادة منها ببيعها كما فعل محمد علي باشا في مدافع شبيهة بهذه تركها الترك في جده ؟  فأجابه السلطان محسن : " أنّ قلبي لا يطاوعني فأحرم عدناً مما كان فيها من مجد وعظمة غابرين " .

 

ودليل آخر في الإمكان أنّ يعزز ما ذهبنا إليه وهو أنّ العثمانيين هم الذي شيدوا تلك القلعة العتيقة أو أعادوا بناءها المتربعة على قمة جبل صيرة قبل مجيء الإنجليز لعدن واحتلالها وهو عندما اشتعل القتال بين المدافعين اليمنيين على قمة الجبل والإنجليز استعمل الأولين مدافع ثقيلة لضرب السفن الإنجليزية التي كانت تقذف مدافعها على القلعة, ومن المؤكد أنّ تلك المدافع التي استخدمها المدافعين ، كانت من بقايا مدافع العثمانيين الذين اشتهروا بالمدافع الثقيلة ـــ كما قلنا سابقاً ـــ والذين جلبوها معهم من استنبول لأن اليمن لم تكن تعلم عن المدافع إلاّ على يد العثمانيين .

*- من أحمد شلبي – عدن

 

صورة قلعة صيرة من جهة رأس معاشيق

 صورة من داخل قلعة صيرة

صورة للقلعة من جهة مدينة كريتر التي تشرف عليها القلعة