*- بقلم : علي سالمين العوبثاني
السيرة الذاتية للدكتور : طه حسين علي منصّر الحضرميّ.
الميلاد: 26/9/1961، المكلا.
المراحل التعليمية:
الدكتوراه: تحصل على الدكتوراه تخصص (الأدب الحديث ونقده) عن أطروحته الموسومة بـ (الراوي في روايات نجيب الكيلاني) 2010م، جامعة صنعاء.
الماجستير: تحصل على شهادة الماجستير تخصص ( أدب حديث ) بتقدير عام (ممتاز) عن رسالته الموسومة بـ (المنظور الروائيّ في روايات علي أحمد باكثير ) 2005م ، جامعة حضرموت.
البكالوريوس: تخرّج في قسم اللغة العربية بكلية التربية بالمكلا/جامعة عدن عام 1986م، بتقدير عام: جيد جداً.
النشاط المهني:
- مارس مهنة التعليم العام مدرسا لمادة اللغة العربية في مدارس محافظة حضرموت الثانوية من سبتمبر 1986م، وحتى مايو 2010م.
- أستاذ الأدب الحديث ونقده المساعد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حضرموت منذ 2011م.
النشاط الثقافي:
- عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين منذ 1987م.
- عضو رابطة الأدب الإسلامي منذ 2007م.
- السكرتير الإداري لسكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع حضرموت للفترة (1990-1994م).
- السكرتير الثقافي لسكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع حضرموت (الساحل) للفترة (2000-2004م).
- السكرتير الإداري لسكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع حضرموت (الساحل) منذ (2008).
- سكرتير تحرير مجلة (حضرموت) الصادرة عن دار حضرموت للدراسات والنشر بالمكلا.
- عضو هيئة تحرير مجلة (آفاق) الصادرة عن اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين(فرع ساحل حضرموت).
- عضو مؤسس واستشاري في دار حضرموت للدراسات والنشر.
- شارك في عدة مؤتمرات ومهرجانات وندوات؛ أبرزها:
1- مهرجان باكثير الذي أقامته وزارة الثقافة بصنعاء عام 1994م.
2- مهرجان الأدب اليمني الثاني المنعقد في صنعاء 2001م، والثالث المنعقد في المكلا 2004م، والرابع المنعقد في صنعاء 2005م، والسادس 2007م، المنعقد في عدن.
3- شارك في مهرجان صنعاء الرابع للقصة والرواية الذي أقامته وزارة الثقافة ونادي القصة (إل مقه) في صنعاء 2008م.
4- شارك في ندوة (زيد مطيع دماج مسيرة حياة وإبداع) 2009م المنعقد في صنعاء.
5- شارك في مؤتمر مئوية على باكثير المنعقد في القاهرة، يونيو 2010م، الذي نظمته رابطة الأدب الإسلامي واتحاد كتاب العرب.
الجوائز:
- نال الجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة التي نظمتها الجمعية الأدبية للشباب بالمكلا عام 1983م، عن قصة (الغصن العاري).
- نال الجائزة الأولى في مسابقة رئيس الجمهورية التي ينظِّمها مركز جامع عمر للدراسات والبحوث بالمكلا لعام 2006م عن بحث بعنوان (بناء الرواية في رواية الرهينة).
- نال الجائزة الأولى في مسابقة رئيس الجمهورية التي ينظِّمها مركز جامع عمر للدراسات والبحوث بالمكلا لعام 2007م عن بحث بعنوان (الرؤية السردية في روايات نجيب الكيلاني).
النتاج العلمي والإبداعي:
- نشر قصصه القصيرة في صحيفة الشرارة ومجلة آفاق الحضرمية ومجلة الحكمة اليمانية في ثمانينيات القرن العشرين.
- له كتاب مطبوع صادر عن دار حضرموت للدراسات والنشر بعنوان (المنظور الروائي في روايات باكثير) 2007م.
- له كتب مخطوطة ومشروعات كتابية:
- البعد الإسلامي في أدب باكثير.
- تجليات السرد اليمني( قراءات أشتات في الرواية والقصة القصيرة).
- بناء الرواية في الرهينة.
- الرؤية السردية في روايات نجيب الكيلاني.
- مقومات التواصل مع الآخر في رواية (سيرة شجاع) لباكثير.
- الغصن العاري (مجموعة قصصية).
- ثلاثية النفق المظلم (مشروع رواية).
- أشلاء على نهر درينا (مشروع رواية).
......................................
النقد عمل هام ومسؤولية جسيمة ، تقع على عاتق الناقد الذي يتطلب منه أن يكون ذا ثقافة واسعة تشمل اطلاعه على الأدب والشعر والمسرح والموسيقى والفلسفة والفن وعلم الاجتماع ، وعلم النفس وغيرها من العلوم الإنسانية وألوان المعرفة العديدة .. كما ينبغي عليه الاطلاع على الآداب العالمية ، فضلاً عن النقد الانطباعي التأثري ، والاستعراضي الذي يطغى عليه العامل الذاتي .
واليوم نقف أمام ناقد مثقف يشار إليه بالبنان ،أنه الدكتور( طه حسين الحضرمي ) الذي نهل من الينابيع النقدية على مختلف هوياتها ،فكانت بوصلته في ذلك أستاذه الدكتور عبدالله حسين البار الذي كنا قد أجرينا معه حوارات شائقة شملت الكثير من المعارف والمعلومات القيمة التي أتحفنا بها ، وما أجمل أن يمتد الحوار مع تلميذه النجيب الذي وصفه لنا في معرض رده على سؤال لنا ..حيث قال بأنه (العقل المخصب بالثقافة المتنوعة المتجددة، وأشعر من خلال مناقشاتنا في كثير من القضايا بآفاق تنفتح أمامي ولعل بعض الأفكار تتولد في ذهني فتغدو مشروعات تتنامى مع الأيام. إنه حدث سارّ وأساس في حياتي الأدبية.) مضيفا (أن الدكتور طه من أذكى من اشتغل بالنقد الأدبي، واستوعب مناهج عديدة في النقد الحداثي على نحو لافتٍ ، ناهيك بتطاول أمد العلاقة بيننا حتى لأشعر أني أفتقد غاليا حين لا أتواصل معه أو لم ألتقِ به. )
شهادة ولاشك يعتز بها كل تلميذ من معلمه ، وما أعظمها من علاقة عندما يتحول الطالب المجتهد إلى زميل في المهنة والعطاء ومع ذلك لا تنقطع علائقه بأستاذه بل تزداد متانة وارتباطا وجدانياً .. وما تلك العبارات التي جاءت من قامة سامقة كالدكتور (عبدالله حسين البار ) إلا تأكيد على روح المودة والمحبة لمن كان تلميذا في مقاعد الدرس فأصبح زميل مهنة في الجامعة .. وهذا لعمري قمة الوفاء من أهل الوفاء .
أما القدوة التي أنجبت وربت هذا التلميذ النجيب .. والده المربي الفاضل الشيخ ( حسين بن علي بن منصّر الحضرميّ ) ( )أستاذ اللغة الإنجليزية المتمكن ، والذي أطلق عليه طلابه اسم الرحالة " ابن بطوطة " ومن محاسن الصدف أن زرته بمعية تلميذه الوفي( سالم جعفر بن بريك )، وكانت هذه المرة الأولى التي أتعرف فيها على هذه الشخصية الدمثة الأخلاق ، المتواضعة في كل شئ ، أستقبلنا نجله ( ماهر ) مرحباً بقدومنا ثم انتظرنا برهة ريثما يخبر والده بأننا جئنا لزيارته فلم يتأخر رده بالسماح لنا ، كان استقباله لي استقبال من يعرفني منذ زمن بعيد ، وجدته وقوراً ، فكه الحديث ، لا تشبع من كلامه ، فمضى الوقت سريعاً عنده ، وكنت أتمنى أن لا يسرع ..
الدكتور طه حسين الحضرمي ناقد يلتزم نقداً موضوعيا بعيداً عن الهوى وعميق التحليل ، كما أنه يتمتع بمسؤولية مهنية وأخلاقية عالية ، وما أعجبني في الدكتور طه .. بعده عن الاستعلائية ذا ذائقة فنية يجيد تسليط الضوء على مواطن الجمال في النص الإبداعي .. فهو يعمد إلى الآراء المختلفة ويحللها فيثبت ما يرى إنه صائب وجدير بالاحتفاء ، ويترك ما يراه غير نافع .. كما نلمس في تحليله لكثير من القصص والروايات المعروضة عليه ، والتي خلص فيها إلى رأي ما بعد الغوص في التحليل والمقارنة والمناقشة العامة .
وما يجعل الدكتور طه حسين الحضرمي محبوباً لدى شريحة الشباب ، هو إيلاؤه الاهتمام بالأقلام الموهوبة والواعدة التي تعيش في الظل وعلى هامش الخارطة الإبداعية كونها لا تجيد المزاحمة لشق طريقها وسط الزحام الأدبي وصولاً إلى دائرة الضوء .. مانحاً إياهم المشورة والنصح في ما يكتبون ، مصححا لهم ما أشتكل عليهم ، رغم مشاغله الجمه ، فلا يبدي تذمراً بل بشاشة وجه، بما عرف عنه من صمت يعالج به ما يكابده في ذاته دون بوح .
ربطتني بالدكتور طه حسين الحضرمي علاقة قديمة ، عرفت فيها إنسانا جمع كل الخصال الحميدة ، وتعددت لقاءاتي به في أكثر من محفل ، ولعل أكثر الأماكن التي كانت تجمعنا هي ( المكتبة السلطانية ) المطلة على سوق النساء بالمكلا ، حيث كنا نقضي جُل أوقاتنا في القراءة واستعارة الكتب من أمينها المسؤول ، عرفت (طه) قارئاً نهماً يغترف الفائدة من بطون الكتب ، بل يمكنني أن أقول عنه بأنه كان خطيبا مفوهاً ، يزداد ألقاً عندما يتحدث ، وأنا هنا لا أمتدحه بل أنقل حقيقة ما رأيته وما سمعته دون زيادة ولا نقصان .. ولابد أن يكون هناك من يشاطرني هذا النقل المنصف لهذه الشخصية المحبوبة .
في حلقتنا القادمة سنواصل الرحلة مع الدكتور طه حسين الحضرمي ، ترقبوا حلقة الأسبوع القادم ، حتى ذلك الحين نتمنى لكم دوام الصحة والعافية وطول العمر من الله العلي القدير .