الروائي القاص صالح سعيد باعامر اعطى للتاريخ البحري بقصيعر مدونات من ذاكرته صاغها بحروف سحريه تجذبك حتى ولو لم تسمع عن ذلك التاريخ الذي اتذكر جزءا منه وهو ابحار وعودة سفن النقل الشراعيه من سواحل شرق افريقيا وعدن وعمان ونواخيذها وربابينها وبحريتها--استقطع جزء من رواية --انه البحر--فوق غبب ورؤوس عمان:
بعد رحلة صيد ناجحه لسفينة --اسمها الفرج التي يقودها النوخذه واسمه-- السحيم مع سفن اخرى تسمى سنجار--يقول الروائي---رست السفن قبالة وادي حنا العماني فاستقبلهم البدو العمانيون طالبين حق السلامه (سلامة الراس)فأعطاهم السحيم كما هي العاده كميه من حبوب الذره والدقيق والزيت وكميه من وريقات التنباك (الحمي) والملابس والبن وقدمت لهم السفن الاخرى هدايا مماثله.
ساح البحاره في ارجاء الوادي وتجولوا بين المروج والمياه الجاريه وعند الظهيره ابتاعوا ذكور الماعز قام ثلاثه من البدو بذبحها وسلخها وشيها فوق الحصي تحت جمر شجرة السمر واكلوا في ذلك اليوم لحما مظبيا مع اقراص خبز الذره وكرعوا من مياه الوادي وفي العصر عابثوا البدويات وشربوا من حليب أغنامهن-
قبل ان يبصبص النهار مخرت السفن الى الغبه باحثه عن موقع جديد تصطاد فيه لكنهم أصيبوا بالخيبه بعدما وجدوا ان كل المواقع قفراء الا من صغار الاسماك وقناديل البحر والدلفين--فامر السحيم بحارته ان يتوجهوا الى جزيره الطيور ليشحنوا منها ( الربش وهو مخلفات الطيور يستخدمها المزارعون)
عند المغيب غادرت السفن الجزيره تظلها سحائب الطيور العائده الى مبيتها-ونام البحاره في تلك الليله قبالة مرسى مرباط وفي الصباحالباكر توغلوا من جديد الى الغبه مرورا برأس ريسوت ورأس سدح ورأس حاسك للاحتطاب والتزود بالماء--
عند زوال الشمس عادت بعض السفن الى البر والسير بمحاذاة الشاظئ الطويل الممتد الى رأس نوس بينما ظلت سفن اخرى تجول في الغبه الى ان وجدت مرتعا للاصطياد----وللحديث بقيه
*من صفحة : العبد ربيع با موسى