عدن الحوثي ... و ماذا بعد الحرب ؟

2015-09-26 02:34
عدن الحوثي ... و ماذا بعد  الحرب ؟
شبوة برس- خاص - عدن

 

لا حرب تحدث فجأة , و لا حرب ينطفئ لهيبها المدوي فجأة , لا تزال اثار الاربعة اشهر تطوف عدن خاصّة و المدن الجنوبية عامة  , مرورا بالخراب و الدمار و التشرد و انتهاء بالجرحى والمصابون .

 

أتذكر جيدا اليأس عندما كان يحلق حول سماءنا , ذاك يأس معجون بالأمل فقط بالله تعالى , لعل هناك حكمة نجهلها , لعل هذهِ الحرب – ضربة – موجعة كي نستفيق من سباتنا الطويل  , كي نشعر أن الأرض هي أغلى ما نملك , كي لا ننسى حقنا , كي لا نشعر أننا فقدنا الحياة و قلوبنا تنبض ليس إلا

 

لكن هناك سؤال يجب أن نسأله جميعنا ( ماذا بعد هذه الحرب ؟ ) ماذا يمكن أن يقدمه الفرد لبلاده , و على ماذا نحن قدمنا ندافع بالتحديد ؟

 

إن أي فجوة تحدث في جدار ما كانت بسبب فتق او ثقب صغير جدًا , لا يرى العقل المجرد , هذا الثقب هو ذاته الذي سمح للفجوة أن تكبر أن تتسع أن تصبح حربا  , تماما مثله مثل الوطن و المجتمع , قمنا ندافع لأنه حقنا و حق أي انسان يريد أن يعيش حرّاً لا عبدا , قمنا ندافع لأنه الفطرة التي فطرنا الرب عليها , لكن الحرية لا تقتصر على طرد المليشيات او على طرد فئة معينة جاءت للاعتداء  ! ,

 

 جهلنا بما سيحدث كان مصيبة ! عدم تأسيس جيش وطني يتبع الارض دائما كان مصيبة , سكوتنا هو ايضا مصيبة ,  نحن لم ننهض , لم نقاوم , لم نقل -  لا – إلا لأننا نمتلك القضية منذ خمس و عشرون عامًا , تلك هي الفكرة التي زُرعت فينا , مثل ما زُرعت فيهم افكارًا – غريبة – افكارا وحشية و جاؤوا ليقذفونا بها .

الفكرة اساس كل شيء ! , الفكرة في التغيير , الفكرة في التعمير , الفكرة في الخراب , الفكرة القتل باسم الدين ! .... الخ

 لا يوجد إنسانا يخلو من الافكار سواء أكنا سطحيون بهذه الافكار ام عميقين ,

 

بقي شيء واحد, إلا و هو التعاون لردم الهوة الكبيرة التي تكوّنت خلال هذه الحرب , بقي أن نستشعر أن لا ملجأ لنا إلا – وطننا – بقي أن نعمرها صح , أن نفتح لها أبوابًا نعلو بها نحو السماء , بقي أن ننفض عنها غبار سنوات الجهل و التخلف و إلا استمرت الفجوة التي بُنيت على أثرها العديد من المصائب و الكوارث !

 

* بقلم : نورا اللحجي - عدن