هناك قول روسي مأثور يقول "الحصان القديم لا يفسد الثلم القديم"، وهذا المثل ينطبق على قاذفة القنابل التكتيكية الأسرع من الصوت، البعيدة المدى "تو-22 ام3" المحدثة التي تخدم في الجيش الروسي منذ 40 عاماً.
ويجب القول إن العمر ليس عائقا أمام خصائص هذه الطائرة القوية التي تعد أفضل من سابقاتها "تو — 22 ، وتو — 16"، حيث أن التعديل الحالي لهذه القاذفة يختلف كثيرا عن سابقاتها، كما يقول الخبير في القوات الجوية الروسية الكسندر دروبيشفسكي.
تمتلك هذه المقاتلة قدرات قتالية إجمالية لا مثيل لها في العالم، فهي قادرة على الطيران بسرعة 2300 كيلومترا في الساعة، على ارتفاع 13000، لمدة تصل إلى ستة آلاف كيلومتر.
يبلغ طول جناحيها 35 مترا، وتستطيع صواريخ القاذفة الموجهة تدمير الأهداف البحرية والبرية الكبيرة على مسافة 500 كيلومتر، كما تستطيع تدمير الأهداف الأرضية الثابتة أو رادار العدو، ويمكن وضع ستة صواريخ في جسم الطائرة، بالإضافة إلى وجود القنابل.
ويطلق العسكريون على هذه الطائرة، لقب " مفترس السفن"، فخلال التجربة، استطاع صاروخ " إكس ـ 22" المجنح الأسرع من الصوت الذي أُطلق من " توبوليف" أن يفتح في جسم حاملة الطائرات فتحة بقطر 20 متراً، ويقطع صاروخ " أبو جناح" القوي مسافة تصل إلى 500 كيلومتر بسرعة ألف متر بالثانية، وبالإضافة إلى ذلك فإن الصاروخ يمكن أن يُجهز برأس نووية، فالطائرة الواحدة من طراز " 22 أم 3" تحمل على متنها ثلاثة من هذه الذخائر القتالية، كما تتسلح بصاروخ مجنح من طراز " إكس ـ 15" مع مسافة طيران قصوى تصل إلى 250 كيلومترا، وسرعة تصل إلى 6 آلاف كيلومتر بالساعة، أما حمل طائرة "توبوليف" من القنابل يصل إلى 24 طناً.
وتجدر الإشارة، إلى أنه منذ ربع قرن مضى، تعرضت هذه الطائرة لعملية تحديث كبيرة، وما زالت مستمرة حتى الآن، ويجري حالياً إعدادها بنسخة " تو ـ 22 أم 3" مع تخفيض إمكانية اكتشافها بالرادار، وبتركيب نظام ملاحة أكثر تطوراً وغير ذلك من المعدات الحديثة. كما يوجد في التصميم صاروخ جديد عالي الدقة من طراز "إكس ـ 32" ، ويستطيع هذا الصاروخ إصابة الأهداف على بعد يصل إلى ألف كيلومتر، وتفيد بعض التصريحات بأنه مع حلول عام 2020، سوف يجري وفق هذه الطريقة تحديث وتسليح ثلاثين طائرة من طائرات " توبوليف"، ومن المتوقع أن يُرسل بعضها إلى أسطول البحر الأسود.
* سبوتنك