كانت ومازالت عدن ولحج وابين والضالع وشبوة وحضرموت ممتلئة بابناء الجمهورية العربية اليمنية ولو أوجدنا مقارنة بين عدد الموجودين في تلك المناطق من أبناء تلك الجمهورية من الشباب القادرين على حمل السلاح لاتضح لنا ان عددهم يفوق بكثير أبناء تلك المناطق بالنسبة للفئة العمرية المذكورة . وكانوا خليط من الزيود والشوافع وتكاد تكون نسبة الشوافع اكثر بكثير من الزيود فالغالبية العظمى من الشباب المتواجدين على ارض الجنوب هم من محافظة تعز وآب والمناطق المجاورة لتلك المحافظتين ..
ومعروف ان تلك المحافظتين وماجاورها من المحافظات والمناطق هي الحاضنة الشعبية لحزب التجمع اليمني للاصلاح الذي مازال متشبث بالوحدة ويدّعي انه يحارب الانقلابيين ويقف الي جانب الشرعية ..
وعندما أشتعلت الحرب في اكثر من جبهة في المناطق الجنوبية لم نسمع او نشاهد اي من ابناء الشمال يحمل السلاح او يدافع عن المدينة او المنطقة التي احتضنته او يدعم الشرعية بمافي ذلك شباب وكوادر ومنظري الاصلاح . بل انقلبوا جميعاً وبدون أستثناء الي جنود والتحقوا الي صفوف الانقلابيين الحوثوعفاشيين وجعلوا من اوكارهم مستودعات لتخزين وتوزيع الاسلحة وبؤر أستخباراتية وغرف عمليات وتحديد اهداف ونقاط لتجمّع قوات العدو وانطلاقها وكمائن تستهدف اصحاب الحي والمدينة والمنطقة الاصليين ..
فالحلاق أصبح عقيد والبقال عميد والخباز خبير تفخيخ والفراش قائد دبابة والمزارع خبير في زراعة الالغام وصاحب المغسلة قنّاص وعامل النظافة خبير في اعطاء الاحداثيات والجزار قائد فرقة للاعدام .
بمعنى آخر ان كل يمني شمالي اُنيطت به مهمة قتالية او استخباراتية او لوجستيه أو شي من هذا القبيل تنفذ وبدقة على ارض الجنوب . هذا بالنسبة للفئة التي كنا تعتبرها تبحث عن لقمة العيش الكريم فاذا بها تبحث عن قتل كل ماهو جنوبي عظيم ..
اما الفئة الأخرى وهي القيادات في الاحزاب والوحدات العسكرية والوزارات والمنظمات الجماهيرية والقادة العسكريين بعد ان نستثني الاعداء الواضحين وضوح الشمس في رابعة النهار كالحوثيين وجيوش وعصابات المخلوع عفاش لاتضح لنا الاتي :
لم يقدم اي قائد عسكري او سياسي او مسئول حزبي ينتمي للجمهورية العربية اليمنية ويدّعي انه موالي للشرعية اي دعم لتلك الشرعية او لاي منطقة جنوبية
فالامداد العسكري للانقلابيين من الحوثيين وعصابات المخلوع يمر عبر مناطقهم وثكناتهم وكذلك القوات والمعدات والموت والدمار الذي يتجه الي كل منطقة في الجنوب . فلم يستنكر ذلك احد ولم يدعو الي ايقافه احد ولم نسمع صوتا لأئمتهم عبر منابر ومكبرات اصوات مساجدهم يدعوا لاي من ذلك .ولم تتحرك شعرة او نخوة او غيرة او شرف او انسانية او ضمير لاي من ابناء تلك المناطق التي جميعها وبدون استثناء حاربت ابناء الجنوب واهلكت الحرث والنسل هناك .. ناهيك عن اذنابهم ومرتزقتهم من أبناء الجنوب من العسكريين والمدنيين وأعضاء ومنسوبي وزعامات حزب الاصلاح والمؤتمر الذين مازالوا ينخروا في الجسم الجنوبي نظير حفنة من الريالات المدنسة او منصب تافه لاقيمة له .
ثم يتولى أمر الجنوب ويمثله ويتكلم باسمه في المملكة العربية السعودية الد واكبر أعداء الجنوب وناهبي ثرواته من العائلة الاحمرية فذاك هاشم الاحمر الذي غزاء الوديعة بدلا من ان يحرر خمر والعصيمات وهذا علي محسن الاحمر ( علي كاتيوشاء) الذي اجهض مقاومة عدن وبعض الجبهات الجنوبية الاخرى باكثر من طريقة واسلوب وقح واجرامى وحقير ليبقى هو المسيطر على الجنوب ليحافظ على استثماراته وثرواته هناك , ناهيك عن المقدشي وابو عوجاء والحليلي والزنداني والديلمي وغيرهم كثر حيث لايتسع المجال لذكرهم او ذكر أعمالهم المشينة .
فبعد كل ذلك ماهي الوحدة التي يتشدقون بها ويتحدثون عنها ؟
نعم انها حرب سياسية بين ابناء الجنوب وبين أبناء العربية اليمنية وكان مسرحها ارض الجنوب ذلك الجنوب الذي منعوا عنه كل المواد الاغاثية والطبية والاسلحة وابسط مقومات الحياة وقاموا بتحويلها الي مناطق في شمالهم لمساعدة ميليشياتهم هناك من ان يجددوا حملاتهم العسكرية لغزوا الجنوب لا مقارعة ودحر عفاش والحوثي وان فتحت جبهات تمثيلية لهذا الغرض في اي من تعز او آب او مارب او الجوف فهي من باب ذر الرماد في العيون ..
وبهدف الارتزاق والنهب وبيع المواقف والضمائر والذمم واستنزاف وابتزاز اخواننا في الخليج والمملكة بشكل خاص .
ولاننكر ان هناك بعض من الشرفاء والمخلصين شاركوا في تلك الجبهات بحسن نية الا انهم يصطدموا بالخيانات وتبديل المواقف من قبل مشائخ وقادة عسكريين حيث لاضمير ولاعهد ولا ذمة لهم للاسف الشديد ..
ومايزعجني ويزعج الكثير من الذين يعرفوا حقيقة هولاء ان اهلنا واخواننا في دول الخليج وبالذات المملكة العربية السعودية مازالوا يعتمدوا ويثقون ثقة عمياء في من اثبتوا حبهم للريال لا حبهم للشرف في ميادين القتال فوالله ان بعضهم لايسوى شسع نعال ..
وتاريخهم لاكبر شاهد على مانقول ويقول غيرنا . فلاتتوقعوا اي نصر في هذه الحرب سيتحقق بمثل هولاء المرتزقة والجبناء الذي اثبت التاريخ انهم لايسعوا غير في تحقيق مصالحهم الخاصة . .
وما محاولتهم جميعا القضاء على كل ماهو جنوبي الا بغرض المحافظة على ممتلكاتهم هناك
فاختلفوا على كل شي الا انهم متفقين على كل ماهو جنوبي وحضرمي بشكل خاص ..