اظهرت تحقيقات جديدة مستندة الى ادلة رسمية رفعت عنها السرية وكذلك بعضا من وثائق المحاكمات التي تجري في محكمة جرائم الحرب الخاصة بيوغسلافيا السابقة ان هناك اكثر من طرف دولي اسهم في سقوط مدينة سربنيتشا في مثل هذه الايام قبل عشرون عاما (1995) في ايدي صرب البوسنة و قيامهم بارتكاب المجزرة التي شهيرة التي ذهب ضحيتها نحو 8000 قتيل بوسني مسلم .
البريطانيون والامريكان والفرنسيون تواطئوا على السماح لمليشيا الجنرال راتشكو مليديش ( يحاكم الان) باقتحام المناطق الامنة مثل مدينة سربنيتشا من قبل الامم المتحدة تحت مبرر انها لا يمكن الدفاع عنها في وجه القوات الصربية, لكن الحقيقة تكشف غير ذلك حيث كانت هذه الدول في مفاوضات سلام مع سلوبادان ميلوسيفيتش الرئيس اليوغسلافي الداعم لصرب البوسنة الذي كان يطالب بضم سربنيتشا ومنطقتين امنتين اخريين الى سيطرة صرب البوسنة لتدفع هذه الدول بالتخلي عن المدينة وتحميل القوات الهولندية المسئولية التي ارتكبت فيها اكبر مجزرة منذ الحرب العالمية الثانية بعد قيام المقاومون من ابناء المدينة بتسليم سلاحهم لهذه القوات على اعتبار انها ستحميهم . (تقرير صدر اليوم في صحيفة الجارديان البريطانية).
اليوم وانا اشاهد ما يجري على ارض الواقع في عدن ومناطق لحج والضالع وغيرها من مدن في الجنوب من مجازر ترتكبها مليشيات الحوثي وعصابات جيش المخلوع تذكرت احداث تلك الايام وما جرى في سربنيتشا ووقوف العالم اما هذه الجريمة التي ترتكب في حق شعبنا في الجنوب , وكيفية تخلي الامم المتحدة عن اي دور في تحمل مسئوليتها الاخلاقية تجاه حق سكان هذه المدن في الحياة الامنة والحصول على دعم اغاثي يسد حاجتهم الاساسية يدفعني الى التشكيك بل يرتقي هذا التشكيك الى حد الاتهام ان هناك تواطؤ مقصود تلعبه الامم المتحدة وبالطبع لن يكون بمعزل عن تأثير دول فاعلة في مجلس الامن لتحقيق اوضاع سياسية يتم ترتيبها مع قوى اقليمية تسعى لبسط نفوذها.
هذا الامر يتجلى في بشكل واضح في محاولات الهروب الدائم لممثل الامين العام للامم المتحدة الحالي والسابق من خلال تبرير عدم ايصال مساعدات اغاثية الى عدن وهذه المناطق تحت مبررات واهية والانحياز الكامل لمنظمات الاغاثة التي تتدعي الانسانية وهي تمارس التمييز بين المحتاجين للمساعدة.
ما زلنا نتمنى ان لا نرى مجزرة جديدة في عدن او في لحج بعد الذي جرى في المنصورة على ايدي عصابات الحوثي وجيش المخلوع, وان تلعب الامم المتحدة دور الوسيط النزيه بعيدا عن حسابات الدول العظمى .