شتًان بين المقاول والمقاوم . وبين عشّاق المال وعشّاق القتال .
سقطت الاقنعة بسقوط الجوف وهي نفس الاقنعة التي سقطت عند سقوط عمران وصنعاء والحديدة واكثر من منطقة وسيتوالى سقوط الاقنعة مع توالي سقوط المحافظات محافظة تلو أخرى وسيسقط الضحاياء من الاطفال والنساء ومن رجال المقاومة ان لم يكون ذلك بالرصاص فبالامراض التي انتشرت بشكل مخيف في عدن ولحج والضالع وغيرها من المناطق التي اهملها الجميع وتركها تواجه مصيرها المحتوم دون ان تمتد اليها يد العون .
وتكاد تكون الخيانات هي القاسم المشترك في ذلك السقوط المريع والغير مبرر مهما حاولوا المنهزمين تبريره كما برروا من قبل سقوط المكلا بيد القاعدة في الوقت الذي سلمت فيه المكلا عنوة للقاعدة وبايدي نفس الوجوه القذرة التي سلكت طريق الارتزاق والغدر والخيانة والعمالة والبيع والشراء بهدف خلط الاوراق وتحقيق مكاسب شخصية سياسية ومادية كعادتهم في مثل تلك الظروف .
وهنا نقول لماذا سقطت المناطق التي نالت نصيب الاسد من الدعم العسكري والمادي واللوجستي ولم تسقط المناطق التي اعتمدت على النفس في دحر الغزاة وبأمكانيات محدودة جداً ؟
فتأتي الاجابة سريعاً بان هناك مقاولة وهنا مقاومة .
ففي المناطق التي تُرك فيها المقاومون الحقيقيون يواجهون مصيرهم المحتوم دون ان يقف الي جانبهم أحد او يمدهم
بابسط مقومات الثبات على الارض وبالذات المناطق الجنوبية تحققت الكثير من الانتصارات التي لاتشوبها اي شائبة فيما عدا شبوة التي لوثت ببعض الخيانات والتي تغذيها المصالح والعداوات الشخصية والثارات القبلية .
وعلى النقيض تماماً في مناطق المقاولون ففي عمران وصنعاء والجوف وغيرها من المحافظات الشمالية كان السقوط المدوّي والمخزي والمعيب والمريع هو سيّد الموقف وشعار الجميع بالرغم من القوة والامكانيات المالية والعسكرية الهائلة التي يملكوها وكذا الدعم السخي الذي يتلقوه من اكثر من مصدر وجهة وبالذات من المملكة العربية السعودية ومنذ فترة طويلة جداً.
ومع كل هذه الهزائم وهذه الانكسارات وهذه الخيانات وهذا الوهن في النسيج العنكبوتي القبلي والعسكري في تلك المناطق مازال هناك من يصر على مشروع تبنيهم وتبني أفكارهم وتبني الاشخاص والاحزاب التي ساهمت في سقوط المدن والمحافظات هناك قائماً وبالذات من قبل اهلنا في المملكة العربية السعودية الذي لم يتّعظوا ولم تثنيهم اللدغات السابقة عن تبني ذلك المشروع واولئك الاشخاص الفاشلين والذي سنذكر وسنذكّر الجميع بهم وبتاريخهم .
حيث لم يدافع ابناء عبدالله بن حسين الاحمر مجتمعين عن عمران وعن خمر وعن القشيبي وعن صادق وعن منازلهم وقصورهم واهلهم وهم في أوج قوتهم وكامل جندهم وعددهم وعتادهم ومن المستحيل ان يدافعوا عن كامل الوطن وهم في قمة ضعفهم الان كما لم يدافع علي محسن الأحمر عن صنعاء وأختفت وذابت فرقته الاولى مدرع الذي كان يضرب بها المثل في الشجاعة والاقدام وتوارت عن الانظار في لحظات وغابت شمسها وكأنها لم تشرق على الارض ذات يوم وسقطت صنعاء حينها سقوط مخزي ومذل ومعيب .
وفي الجوف اختفت القبائل والقادة والمجموعات العسكرية المسلحة تسليح نوعي والتي نالت نصيب الاسد من الدعم العسكري والمالي من قبل قوات التحالف كما اسلفنا والتي كانت تتوعد الحوثيين بانها ستزلزل الارض من تحت اقدامهم الا انها سقطت ذالك السقوط المريع أسوة بمثيلاتها من المدن والمحافظات التي سبقتها في السقوط وقبل ان يختفي الجميع اختفاء وذاب وتشتت حزب الاصلاح وذراعه العسكري القاعدي والغير قاعدي بل وكاد الجميع ان ينسوا ذلك الحزب المتسلق لعدم وجود اي صوت مسموع له في الساحة العسكرية او الساحات التي يدّعي زوراً وبهتاناً انه نشط فيها ..
فلا احد باستطاعته اقناعي او اقناع غيري من الذين يملكوا لو القليل من الحس والفهم والادراك مثلي بان يكون علي محسن الاحمر او المقدشي او الحليلي او هاشم او حسين او حميد او صادق او غيرهم من ابناء عبدالله بن حسين الاحمر او امثالهم هم رجال المرحلة العسكرية والسياسية القادمة فمن يدفع بهذا الاتجاه او يتبناه اما ان يكون مجنون او غبي او واهم او لديه اجندة سياسية اخرى غير اجندة النصر الذي ينشده المخلصين من ابناء الاوطان التي ابتليت بهم وبأمثالهم ممن ساهموا مساهمة اساسية في ماحل بها من خراب ودمار وتخلف وتشرّد وغير ذلك من الاعمال اللا انسانية .
وعلى الجميع ان يعودوا بالذاكرة الي الوراء قليلاً اي عندما تم طردهم من قبل الحوثيين الي خارج الحدود اذ كانت فرحت الجميع حينها عارمة لا حباْ في قدوم الحوثي ولكن فرحاً بتخليص البلاد والعباد منهم ومن شرّهم وعنجهيتهم وتخلفهم وظلمهم وأستبدادهم لكون المدرسة التي تجمعهم مع المخلوع صالح تكاد تكون مدرسة واحدة ومنهج واحد .
وهذا ينطبق على الكثير من القادة العسكريين والسياسيين من المناطق الشمالية الذين لم تكون يوماً من الايام عقيدتهم وطنية او عسكريية او حتى اخلاقية على الاطلاق .
فشتان بينهم وبين القائد جواس وامثاله الذين لايفكروا في غير النصر ولايملكوا من حطام الدنيا غير السيرة الطيبة والذكر الحسن والتاريخ العسكري والسياسي الناصع البياض وهاهم اليوم الى جانب اخوانهم في ميادين القتال دون اي ضجيج اعلامي فيما عدا ضجيج اصوات اسلحتهم التي تلقن الغازي اروع معاني ودروس التضحية والاخلاص والوفاء للاوطان التي لاتقبل المساومات حولها مهما كانت الاغراءات .
بعكس الكثير من القادة العسكريين والسياسيين والقبليين في الشمال والذين كانوا ذات يوم جزء من النظام الفاسد بل واعمدة اساسية فيه فالجنرال علي محسن ان لم يكون الرجل الاول في ذلك النظام فهو الرجل الثاني وعبدالله بن حسين الاحمر كان قبل وفاته رئيس حزب الاصلاح وميوله الحقيقي وتوجهاته عفاشية ولن ننسى مقولته الشهيرة ( جني تعرفه ولا انسي لاتعرفه )التي أطلقها ابان انتخابات العام 2006 . وعبدالمجيد الزنداني الذي كان يدعو ويتضرع بان يطول الله في عمر قائد مسيرة الوطن من وجهة نظره اما من وجهة نظر الشرفاء فهو قائد تدمير