استميح القراء أولا في أن انقل لكم ترجمة حرفية لتصريح مسؤول كبير في منظمة الصليب الاحمر وهي ليست تابعة لامم المتحدة ولكنها تنسق معها في كل مهامها وهي تعتبر اقوى منظمة وتخوض عملها في غمرة الحروب الطاحنة وحيث قال مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر -دومينيك ستيلهارت -عن منظمة الأمم المتحدة (بأنها تعاني من اختلال عملها وتخبطه، وان الأمم الأمم المتحدة مسؤولة عن "العدد غير المسبوق للنزاعات المسلحة التي يشهدها العالم حاليا).
واضاف -ستيلهارت- " العالم يشهد اليوم عددا لا سابق له من النزاعات المسلحة المتزامنة التي تنتج عنها مضنيات إنسانية تتزايد يوما بعد يوم".وأردف ستيلهارت قائلا: "إذا أخذنا مجلس الأمن الدولي مثلا، نجد أنه -عمليا- ليس هناك اليوم أي مسألة أو نزاع يجتمع حوله ويبت بقراره للتوصل إلى حل سياسي حاسم ".وهذا فعلاً في نظري هو القهر !!
ومنذ تاسيس منظمة الأمم المتحدة وذلك في تاريخ 24 اكتوبر 1945م باعلان 26 دولة قيام هذه المنظمة والتي اساساها كان أحلال السلام وحل المشكلات الامنية ومنذ قيامها ،الاّ انها الى اليوم تتعرثر بشكل مُريب في احلال السلام وترسيخة فس العالم .
ولقد تراس الامم المتحدة عدد 7 أمناء عموم وكان اشهرهم هو ذلك السياسي السويدي الحصيف (داغ همر شولد) الذي حاول ان يصحح مسار المنظمة وانتقد عملها المريب وتعثراتها فكان ان دفع ذلك السياسي المحنك الحصيف والشجاع ثمن هذه المواقف حياته ولقي حتفه في حادث طائرة مشبوه في رحلة كان يقوم بها الى جمهورية الكونغو الافريقية.
ولقد تعاقب العديد من الامناء العاميين على هذه المنظمة وكلهم تماهوا مع الضغوطات والتسويفات المتعمدة فليس امامهم الا الرضى بما هو ممكن . ولقد صرح الامين العام العربي ( بطرس غالي) بما معناه (أن الأمين العام للامم المتحدة ليس ألاّ ممثلاَ للدول الكبرى وان قراراته تحكمها مصالح الكبار )
واذا عدنا الى قرار مجلس الامن 2216 -ومجلس الامن يشكل الاساس لقيام المنظمة - وعن قراره والذي يخص اليمن وجاء بشبه اجماع دون اعتراض ومع ذلك فقد عادت بنا الامم المتحدة الى مفاوضات -جنيف- وهي بهذا تستطيع ان تعطي بيد وتسحب ما اعطت باليد الاخرى .تحت ذريعة ان الامم المتحدة كيان سلمي بحت يمثل دول العالم قاطبة بينما مجلس الامن يمثل الدول الكبرى الخمس .وهي مثل ان تحصل حكم نافذ من الأب في مشكلة وقعت بينك وبين ابنه فيحكم لك الاب -لله دره- وينصفك ثم يخبرك لقد حكمت بالعدل والان عليك ان تتصالح مع إبني !!.
ولا زلنا نتذكر مرارات وطول ورتابة الحوارات التي مهد لها مندوب الامم المتحدة الى اليمن (جمال بن عمر) للمصالحة ! حيث انه بداء يميل الى جهات على حساب جهات ولم يكن واضحا ابدا ، بل وكان يتنقل بين الفرقاء كعجوز (البسوس) وانتهت مهمته بأن اشعلها وهي اليوم اليمن في محنة عظيمة ومهلكة .
لا نتعلق بامال وقرارات مجلس الامن والامم المتحدة كثيرا فوعودها وقراراتها مراوغة ولها دهاقنتها في الاغواء والتسويف ،ونحن بهذا علينا ان نتذكر أن مشكلة فلسطين تتداولها منذ 60 عاما وهي في كل يوم تتفاقم ، ووصلت الامور انه لم يعد هناك من بقية ارض يتفاوضون عليها الفلسطينيون الا ما كرهت اسرائيل ضمه بسبب زحام السكان او رداءة التضاريس والطقس .أن الأمم المتحدة -تاريخ- من الفشل المتواصل، وان نحجت في أمرٍ ما فهو الاستثناء الذي يثبت القاعدة .