في مواجهة العدوان اليمني ... الجنوب الى اين ؟

الجنوب محتل من 1994م

مالذي تغير في حرب 2015م؟

عندما يقول الاعلام ان قوات الحوثة دخلت منطقة  واحتلت اخرى فهذا فعليا منافيا للحقيقة

 الجنوب محتل بقوة جيش الجمهورية العربية اليمنية و امنها المركزي منذ 1994م, حيث يوجد فيه اكثر من 44 لواء عسكري اي ما يقارب 120 الف جندي يمني (شمالي) عدا قوات الامن والخلايا النائمة من عمال البسطات و المخابرات والمجانين والشحاتين هولاء جميعا حملوا السلاح في اسناد قوات العدوان رغم عيشهم بين اهلنا لعشرات السنين  واصبحوا يقاتلون في الجنوب باسم جيش صنعاء وتحت راية الحوثة وعفاش..

الجنوب يدفع ثمن تخاذل كل القوى السياسية اليمنية دون استثناء في صنعاء الذين تحالفوا مع عفاش والحوثي او حتى الذين صمتوا على هذا العدوان ومع ادراكنا  ان الاوضاع صعبة ورغم مرارتها وحجم الضحايا الجنوبيين الا أن الامور قد وضعت القضية الجنوبية في صدارة المشهد الاقليمي.

 ومع كل هذا العدوان ما يجرى اليوم ان هناك مناطق كثيرة في الجنوب خرجت من تحت سيطرة هذه القوات و مناطق لم تستقر فيها الاوضاع لهم  ويواجهون مقاومة شرسة ( عدن الضالع ابين ولحج وشبوه ) ولا يستطيعوا مطلقا التحرك فيها و قليلة هي المناطق التي لا يواجه فيها الحوثة مقاومة لذلك فالوضع افضل بكثير مما كان عليه الحال في 1994م.

صمود عدن وغيرها من المناطق الجنوبية في وجه آلة العدوان اليمني بضخامتها وحسن تدريبها هو انتصار كبير لمن يرى الامر بعيون محايدة وبالتالي  فان النتائج السياسية المتعلقة بالقضية الجنوبية مرهونة بقدرة المقاومة الجنوبية على ابقاء المعركة مستمرة مع العدو وفرض واقع جديد على العدو.

ما يقلقني حقيقة  الى الان رغم محاولات الكثير من الشرفاء الجنوبيين ايجاد رؤية مشتركة وموحدة يتفق عليها الجميع للخروج بالقضية الجنوبية الى فضاءات اوسع كون وجود هذه الرؤية ستقود بدون ادني اشك الى ايجاد قيادة موحدة تفاوض وتنافح عن حق الجنوبيين في استعادة هويتهم وبناء دولتهم لمواجهة استحقاقات المنطقة , ونظراً لان المشهد الاقليمي جدا معقد نتيجة حساسية المنطقة والاهتمام الدولي بها والحروب عادة ايا كان مستواها تنتهي بالمفاوضات فماذا استعد الجنوبيون لهذه المفاوضات؟

 نعرف ان المؤتمر المزمع عقده حتى الان في الرياض ستنعكس نتائجه على الجنوب بكل تأكيد سلبا او ايجابا وهنا يتطلب الحنكة في من سيمثل الجنوب في هذا المؤتمر ( كما اعرف انه ليس الجميع مجمع على المشاركة) كل المؤشرات حتى الان لا تبشر بخير والخوف كل الخوف ان ما لم تستطع صنعاء اخذه في ميادين المعارك ان تأخذه في كواليس المؤتمر والغرف المغلقة .

قوى اليمن حزمت امرها واتحدت في وجه الجنوبيين واصبح الصراع علنيا و حتى في كواليس اللجنة التحضيرية بين يمن وجنوب فهل يبقى الجنوبيين كل طائر يغرد على شجرة؟