بن علي جابر : إعادة الأمل هي المرحلة الأهم في تاريخ اليمن

2015-05-05 14:12
بن علي جابر : إعادة الأمل هي المرحلة الأهم في تاريخ اليمن
شبوة برس - متابعات - الرياض

 

* حاوره - هاني مسهور:

عبَّر محمد سالم بن علي جابر اليافعي رئيس مؤسسة «روافد الخيرية» في الجمهورية اليمنية والشخصية الفاعلة في عمليات الإغاثة للشعب اليمني عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- معتبراً أنه: «اتخذ قراراً حاسماً تجاه اليمن لا يمكن أبداً أن يجازى عليه إلا بالدعاء له وأن يمتعه المولى سبحانه بالصحة والعافية وطول العمر».

 

ووصف اليافعي الذي التقت به صحيفة الجزيرة في مدينة الرياض عملية إعادة الأمل بأنها: «المرحلة الأهم في تاريخ اليمن، والتحول الحقيقي لبناء اليمن بناءً على أسس صحيحة بعد عقود طويلة من العبث السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي أوصل اليمن إلى أزمات متداخلة، لذا فإن قرار المملكة العربية السعودية جاء ليساعد اليمن في الخروج من حالته إلى حالة مستقرة».

 

وأضاف أن هناك مئات المؤسسات والجمعيات الأخرى التي تعمل في مناطق محدودة في اليمن وهي تتكامل مع بعضها: «وكنا قد قمنا بزيارة بعد انطلاق عملية عاصفة الحزم مباشرة إلى حضرموت ونجحنا في جمع 17 جمعية خيرية في تشكيل واحد تحت لجنة مشتركة تقوم بالتنسيق وتوزيع المهام الإغاثية للمتضررين والمحتاجين».

 

تفاصيل أوفى في هذا الحوار:

 

* كيف يمكن أن تصفوا لنا الأوضاع في اليمن؟

 

ما وصل إليه اليمن وضع مؤسف للغاية، وهذا نتيجة فشل الدولة في اليمن التي تتحمل كل المسؤولية عن هذه الحالة المأساوية التي وصلت باليمن إلى منزلق خطير أوصل الناس لأشد حالات الفقر، فاليمن وقبل الأزمة السياسية الأخيرة هو من الدول الأكثر نقصاً في الغذاء على مستوى العالم، ويتصدر الدول العربية الأكثر نقصاً للغذاء، وبحسب منظمة الصحة العالمية يعتبر أطفال اليمن هم الأكثر إصابة بالأوبئة وشلل الأطفال وغيرها من الأمراض الخطيرة نتيجة غياب الدولة اليمنية عن واجباتها.

 

وما يحصل حالياً يفوق أن يوصف، فاليمن عموماً يعيش في حالة انعدمت فيها كل مقومات الحياة الطبيعية، ويواجه كارثة إنسانية سيجد العالم صعوبة كبيرة للتعامل معها نظراً لعدد السكان والمساحة الجغرافية الواسعة والخروج على الشرعية وعدم التقاط الفرصة المواتية للخروج من الأزمات السياسية المتكررة في تاريخ اليمن.

 

* كيف تصفون انطلاق عملية إعادة الأمل؟

 

هنا لا بد من توجيه الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- فهذا الرجل اتخذ قراراً حاسماً تجاه اليمن لا يمكن أبداً أن يجازى عليه إلا بالدعاء له وأن يمتعه المولى سبحانه بالصحة والعافية وطول العمر، فعملية إعادة الأمل هي المرحلة الأهم في تاريخ اليمن والتحول الحقيقي لبناء اليمن بناءً على أسس صحيحة بعد عقود طويلة من العبث السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي أوصل اليمن إلى أزمات متداخلة، لذا فإن قرار المملكة العربية السعودية جاء ليساعد اليمن في الخروج من حالته إلى حالة مستقرة.

 

* مع عملية إعادة الأمل يبرز سؤال مهم وهو: ما الدور الممكن الذي يمكن أن تلعبه الجمعيات الخيرية والإغاثية ليمكن تحقيق أكبر استفادة من إعادة الأمل؟

 

في اليمن عدد من الجمعيات الكبيرة والعريقة ولها سمعتها وخبرتها في العمل الدعوي والخيري، منها جمعية الحكمة وجمعية الإحسان ومؤسسة الإصلاح والبادية والشافعي والشوكاني، فهذه الجمعيات والمؤسسات الأكثر نشاطاً والتزاماً في الجوانب الخيرية ومنطلقها من المساجد ولها تاريخ طويل في هذا الجانب.

 

لكن هنالك مئات المؤسسات والجمعيات الأخرى التي تعمل في مناطق محدودة في اليمن وهي تتكامل مع بعضها بعضاً، وكنا قد قمنا بزيارة بعد انطلاق عملية عاصفة الحزم مباشرة إلى حضرموت ونجحنا في جمع 17 جمعية خيرية في تشكيل واحد تحت لجنة مشتركة تقوم بالتنسيق وتوزيع المهام الإغاثية للمتضررين والمحتاجين، وقد بدأت هذه المؤسسات والجمعيات في طرح مشاريعها الإغاثية التي تلبي احتياجات النازحين والمتضررين في المناطق الساخنة (عدن، الضالع، لحج، إبين، شبوة، تعز، البيضاء)، وهي تتمتع بجاهزية تامة لتنفيذ مشاريعها الإغاثية في تلك المناطق المنكوبة.

 

ونحن نرى أن حضرموت بشكل عام جاهزة لتكون منطقة آمنة لاستقبال الحملات الإغاثية وانطلاقها إلى كل أرجاء اليمن.

 

* أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بصرف مبلغ 274 مليون دولار تلبية لنداء الأمم المتحدة، كيف ترون هذا التجاوب من المملكة تجاه اليمن؟

 

لم يكن مستغرباً من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- هذه المبادرة السريعة، فالمملكة لها جهود إغاثية وخيرية وصلت إلى أقصى بلاد المعمورة، وهذا يحتم على الجميع سواء منظمات أو هيئات أو شخصيات السرعة والالتزام في تقديم المساعدات الإغاثية بشكل سريع وتقديم المساعدات للمحتاجين خصوصاً أن عائلات كثيرة قد نزحت من مدينة عدن وغيرها من المناطق المنكوبة وتوزعت على مناطق مختلفة ووصلت إلى مسافات بعيدة كوادي حضرموت، حيث وصلت أعداد من الأسر إلى المكلا وسيئون والقطن وغيرها من المناطق التي تبعد أكثر من 700 كلم عن مدينة عدن. ومن الواجب احتواء هذه الأسر التي بلغ بها الحال مبلغاً صعباً. وإذا كانت حكومة خادم الحرمين الشريفين قد قررت إطلاق عملية إعادة الأمل لإخراج اليمن من أزماته فإن على الأطراف اليمنية المختلفة أن تتحمل مسؤولياتها أمام الله ثم أمام التاريخ.