كان الجنوب وقضيته امام مفترق طريق في مرحلة النضال السلمي حيث ترك المناضلون الباب موارباً لحلول متعددة للوصول بالقضية الجنوب الى مبتغاها في استعادة هويتنا ودولتنا بطريقة سلمية تحفظ الدماء والممتلكات.
لكن المركز المقدس في صنعاء فهم هذا الامر على انه ضعف وعدم قدرة لدى الجنوبيين على المواجهة اذا لزم الامر , لم يدرك حجم المخزون النضالي والقتالي لدى شعبنا الجنوبي , وكان مسئولو صنعاء قد اعتقدو ان الامر محسوم اما بشراء الذمم او العطايا لبعض ضعاف النفوس أوبالعنف والقتل والاعتقال والتشريد وسيكون كافيا لانهاء ملف القضية الجنوبية, ناوروا وعملوا على شق وحدة الصف الجنوبي من خلال ما اسموه مؤتمر الحوار في صنعاء غير ان هذا كله لم يجدي نفعا.
اليوم فرضوا علينا الحرب التي لم نسع اليها ولم يكن شعبنا يرغب في خوضها لكنه كان قادر على مواجهتها واثبت سير المعارك كيف ان من يملكون عدالة قضيتهم وان كانوا اقل عدة وعتاد الا انهم قادرين على صنع انتصاراتهم رغم الثمن الباهض نتيجة وحشية حكام صنعاء في تحالفهم الجديد الحوثوعفاشي الذين يمارسون القصف المتعمد للاحياء السكنية ونسف المنشاءات الخدمية في مدن الجنوب.
نحن الان امام طريق واحد وليس مفترق طرق هذا الطريق هو الذي ترسمه دماء الشهداء على امتداد الوطن الجنوبي بمساعدة اشقائنا في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وتحدد معالم مستقبله ولم يعد لمن يريدون ابقاءنا في اليمننة اي فرصة بعد ان اتضح للجميع ان الحرب العدوانية التي تشنها صنعاء هي حرب يمنية بامتياز على الجنوب.
وهنا اضع امام قيادات المقاومة الوطنية الجنوبي في الداخل والسياسيين الجنوبيين المعنين بقضية شعبهم في الخارج خطوات لا بد من اتباعها بل والعمل على انجازها باقصى ما يمكن:
- توحيد قيادات المقاومة الجنوبية في الداخل وتنظيمها وهنا اشيد بما اقدم عليها المقاومين الجنوبيين في ردفان على تنظيم انفسهم في تشكيلات قتالية.
- العمل على دعم جبهات القتال ليس فقط بالسلاح ولكن دعم صمود اهلنا خصوصا في عدن ولحج والضالع وردفان وابين بالمساعدات الانسانية والطبية العاجلة و عدم انتظار حسم المعارك لكون تعزيز صمود اهلنا في هذه المناطق يعجل من دحر قوى العدوان اليمني, صمود اهلنا في هذه المحافظات يعزز قدرة شبابنا على مواصلة القتال.
- العمل الاعلامي المنظم وتحديد اشخاص يجيدون الحديث للتواصل مع القنوات الاعلامية يمتلكون القدرة على ايصال رسالة الجنوب للعالم يمكن ذلك من خلال مكتب اعلامي يتم تشكيله وهذا ان شاء الله سيكون قريبا.
- الابتعاد في هذه المرحلة التاريخية الحرجة عن كل ما يساعد العدو على شق وحدة الصف وترك الاختلافات الجنوبية الجنوبية للحوار بين السياسيين والحيلولة دون جعلها حديث العامة لان ضرر ذلك اكبر بكثير من اي فائدة مرتجاة.
معالم الطريق الجنوبي اصبحت واضحة وهي استكمال النضال من اجل استعادة هويتنا العربية الجنوبية التي فقدناها باليمننة والخروج من قوقعة القطرية والعودة الى فضاء الامة العربية الاكبر.