ثغرٌ مسروق الابتسامة .. عدن بين نهبين

2015-04-19 13:19
ثغرٌ مسروق الابتسامة .. عدن بين نهبين

صورة تعبيرية

شبوة برس - متابعات - عدن

 

هل يكرر التاريخ نفسه في عدن.. أم أن ما يحدث اليوم يختلف تماماً عن ما حدث بالأمس.. لماذا يختار الحظ عدن دون غيرها لتكون الضحية لكل صراع سياسي على السلطة.. عشرون عاماً وبضعة أشهر تفصل بين حربين.. حرب صيف 94م، وحرب ربيع 2015م.. في الأولى اجتاح جيش الشمال وميليشياتها وقبائلها ومتطرفوها المدينة التي أباحها صالح لهم، فجعلوها فيداً وغنيمة.. وفي حرب 2015، والتي لم تنته بعه، تعرضت عدن للنهب بطريقة مشابهة لما حدث في الماضي.. غير أن الجدير هذه المرة أن من يقف وراء النهب ما يزال مثار جدل، وبحسب ما ذكره الصحفي الجنوبي الزميل العزيز باسم الشعبي في منشور له أن من قاموا بالنهب ليسوا شماليين فقط وإنما شماليين وجنوبيين وبحسب شهود عيان أن النهب بدأ من الداخل، من قبل ضعفاء النفوس.. فما الذي حدث، وما الذي يربط بين نهب اليوم وفيد الأمس؟!

 

ماذا حدث نهار24 ومساء 25 مارس

في حرب صيف 94م، كان اليوم الذي دخلت فيه القوات الشمالية إلى عدن هو اليوم  الذي أنهيت على أساسه الحرب، وحينها تركت عدن فيداً وغنيمة للمنتصرين الآتين من الشمال.. أما اليوم فالأمر مختلف.. فلم يكن يوم 25 مارس هو يوم النصر،لأن القوات  الآتية من الشمال لم تستطع السيطرة على عدن واستمرت الحرب كراً وفراً على أبواب المدينة وفي داخل الشوارع ، ومع ذلك تعرضت عدن للنهب بشكل كبير.. مما أثار الكثير من التساؤلات والجدل والاتهامات المتبادلة.. فالبعض يقول أن أفراد الأمن الذين تعرضوا لهزيمة سابقة هم من قاموا بعملية النهب والبعض يقول أن هناك مندسين شماليين، وهناك من يقول أن اللصوص ليس لهم جغرافيا محددة ومن نهب عدن هم لصوص من الشمال والجنوب.

 

أبناء عدن يقولون إن مخططاً سرياً وخطيراً تم تنفيذه في مدينتهم، بهدف خلق الفوضى.. حيث بدأ الأمر ظهيرة يوم 25 مارس المنصرم، حين أنتشر خبر مفاده بأن الرئيس هادي هرب من عدن.. كان ذلك في ساعة مبكرة، ولم يمض وقت طويل حتى اقتحمت مجاميع من المواطنين قصر المعاشيق الرئاسي ونهبت ما بداخله.. ولم يتوقف الأمر على نهب محتويات المجمع الرئاسي فقط، بل سادت حالة من الفوضى العارمة أرجاء مدينة عدن، ووصل الأمر نهاية اليوم إلى توجه مجموعات من الناس صوب مخازن السلاح في جبل حديد، ليبدأوا عملية نهب استمرت لأكثر من ثلاثة أيام وانتهت بمأساة مروعة.. في 25 مارس عاشت شوارع وأحياء عدن حالة من الفوضى في المسبوقة.. تم الاعتداء على أملاك عامة وخاصة بعضها نهبت وأخرى تعرضت للتخريب.. غير أن الأخطر من ذلك كله تمثل بعمليات نهب السلاح من جبل حديد الذي توصف بأنه من أكبر مخازن السلاح في البلد..

 

اتهامات متبادلة

أثر بدء عمليات النهب وانتشار الفوضى، اتهم المؤتمر الشعبي العام الرئيس هادي بالإيعاز إلى لجانه الشعبية وأنصاره بنهب سلاح الجيش ومؤسسات الدولة.. غير أن الرد جاء سريعاً من اللجان الشعبية التي أكدت بأنها انشغلت في الساعات الأولى بتأمين مكان للرئيس هادي، وإعادة تنظيم نفسها، ثم عادت لتجد أن الأمر خرج عن دائرة السيطرة، وألقت بالاتهامات نحو حزب المؤتمر وصالح وشركائه الحوثيين، مبررة ذلك بأن من كانوا يقومون بحراسة مخازن السلاح في جبل حديد كانوا من القوات المسلحة الموالية لصالح، وأن هذه القوات انسحبت وتركت مخازن السلاح مفتوحة لدفع المواطنين إلى نهبها ومن ثم خلق حالة من الفوضى والعنف والاقتتال الداخلي بين أبناء عدن..

 

أنصار الله بدورهم وجهوا أصابع الاتهام إلى أعضاء تنظيم القاعدة، الذين يهدفون إلى السطو على سلاح الجيش ثم حسم الأمر عسكرياً لصالحهم في وقت لاحق، واتهم أنصار الله دوائر وأشخاص مقربون من هادي بالتواطؤ مع عناصر القاعدة في هذا الشأن..

 

أما الحراك الجنوبي، فقد وجه أصابع الاتهام إلى علي عبدالله صالح بطريقة مباشرة، مؤكداً أنه أعد مسبقاً مجموعات من البلاطجة وطلب منهم التحرك في الوقت المناسب لإثارة الفوضى والاضطرابات والانفلات الأمني في عدن.. الأمر الذي مهد لاحقاً لعمليات السطو والسلب والنهب.. ورغم هذا الاتهام إلا أن قيادات في الحراك رأت أن السلاح في حال بقي في عدن فإنه يمكن السيطرة عليه واستخدامه في الحرب مع الحوثيين وقوات صالح وأنه قد يرجح المعركة لصالح أبناء عدن في وقتٍ لاحق.. غير أن حالة الفوضى التي تشهدها عدن تجعل من المستبعد أن تحسم الأمور وفقاً لما خططت له الجهة التي تقف وراء ما حدث أياً كانت هذه الجهات..

* نقلا عن يمنات