خلال الأيام الماضية أعلن الإصلاح أنه لن يشارك بالحوار، لأن ممثليه في هذا الحوار معتقلون لدى الحوثيين.. لكن جماعة أنصار الله قطعت عليه الطريق ووضعته أمام الأمر الواقع عندما أفرجت عن معتقليه.. كان موقف المقاطعة قد تم اتخاذه، وما قضية المعتقلين سوى مبرر.. ولهذا السبب وفي نفس ليلة الإفراج عن قياداته الثلاث أعلن انسحابه من الحوار بشكل نهائي وعودته إلى الميدان الذي سيعيد الأمور إلى نصابها بحسب تعبير أحد قادته، والذي لم يكن يدرك حينها أن انسحاب حزبه كان مقروناً بالمعتقلين وأن المعتقلين قد تم الإفراج عنهم..
صبيحة تلك الليلة وفي إطار معالجة تصريح ذلك القيادي، أصدر الإصلاح بياناً يؤكد فيه استمراره في الحوار، وأن تصريح القيادي لا يعنيه، وكأنه يقول كلام الليل يمحوه النهار..
في جانب آخر.. بادر الإصلاح وعبر قيادات فروعه في أكثر من محافظة إلى التواصل مع الرئيس هادي في عدن والتعهد له بمؤازرته في اللحظة المناسبة، مؤكدين له أنهم سيظلون يعملون على عرقلة أنصار الله من داخل صنعاء لمنعهم من مهاجمة عدن، إذ طالما شعر أنصار الله وحليفهم صالح بوجود خطر كبير في صنعاء فلن يبادروا على حشد قواتهم ومهاجمة عدن..
هكذا يسوق الإصلاح بضاعتهم لدى هادي، مثلما أكدوا للحوثيين من قبل أن الحوار هو سبيلهم الوحيد وأنهم لن يقفوا حجر عثرة أمام طموحات الجماعة وتحركاتها العسكرية.. وبين صنعاء وعدن يقف الإصلاح فارداً رجليه منتظراً لمصلحة من سوف تأتي التطورات القادمة.
* يمنات