كيف نختار الافضل من المسؤولين والموظفين القائمين على الشأن العام ؟، وهذا الكلام موجه للقادة وليس لعامة الناس فهم الاطباء وبيدهم الداء والدواء
تصوروا لو ان هناك شخص تقدم لوظيفة عامة في ادراة حكومية لشغر وظيفة عامة وهي الأخطر وأعطيكم مثالاً من بلاد - كندا- ولكم ان تقتدوا او تعتبروا لعادوا في كندا الى ملف المتقدم الشخصي ومنذ ايام الثانوية بعد بلوغه سنة الرشد
واذا اكتشفوا ان المتقدم تعرض لحكم او عقوبة ولو طفيفة، او وقع في محضور او أرتكب ولو مخالفة بسيطه قانونية لأعادوا النظر بالامر جملة وتفصيلا
كما ويدرسون طباعه ونوازعه وسرعة غضبه ودماثة خلقه ويسالون عنه -سراً، يسالون جيرانه واصدقائه ومعاريفه ويبعثون من يجلس ويسهر معه - خفية - ليعرفوا نوازعه الكحولية ووعيه وهل لديه تاريخ في العنف او امراض نفسية كامنة
بل انهم يطلبون منه ان يقدم معلومات دقيقة عن تاريخ حياته واسرته وعن تعاملاته وحساباته البنكية ووظائفه السابقة وتاريخ اسفاره وكذلك توصية ، بل ثلاث توصيات من شخصيات -غير ذات صلة قرابه بالمرشح للوظيفة العامة- وهي توصيات قوية وموثوقة توصي بثقتهم بالشخص المرشح ومعرفتهم الطويلة به مع تدوين هواتفهم وعناوينهم للرجوع لهم .وهنا تختار الجهات الرسمية او الحكومية -وبقدر الامكان -الموظف النقي الصادق وتترك الغث والفاسد
وعن الطيبين المخلصين ، صحيح انهم لا يظهرون ولا يتسابقون إلى الأضواء، اي أن هولاء الطيبون ولا يميلون الى البحث والهرولة على الشهرة والبروز ، لكن رجالات الحكم وقادة الوطن عليهم ان يبحثوا عنهم ويجدُّوا في التنقيب والبحث والتفتيش إذا اذا يريدون وطن يُبنى ورجالات تٌعنى ومٌخلصين أوفياء اتقياء لا بعض الحرامية او ضعفاء النفس ومزوري السير الذاتية والشهادات والتوصيات
الذي يريد عروسة بنت ناس- لا خضراء الدٌمَنْ - وتكون شرفاً له وأسرته ويتشرف بها صغاره يوم يكبرون وأهله، فعليه ان يجِّد ويجتهد ويتعب ويسال ويتقصّى وليس فقط أن إن لمحها عابرة فابتسمت ولوحت له بالهيامات . تلك ربما هي التي قال عن رسولنا الكريم - إياكم وخضراء الدمن. قيل يا رسول الله ومن هي خضراء الدمن ؟ قال المراءة الحسناء في المنبت السوء
وعود على بدء ، إن ما أصبنا وأصاب شعوبنا من هوان وضعف وتخبط ومفاسد وأهوال ، لهو بسبب الاهمال في أختيار الاصلح للوظيفة العامة ، فاختيارنا لهم يتم عن طريق الواسطة او الولاء الحزبي او السياسي أو بيعها لمن يدفع وكأننا في سوق المزاد . إبحثوا عن من لا يهيم بها - ورب اشعث أغبر لو اقسم على الله لأبره . وانه لمؤلم ان اقول إن جينة الفساد قد تأصلت بوطننا العربي والإسلامي وصارت وصمتنا الوراثية
وأخيرا كلمة مهمة، وهي تختصر شرحاً لكلما قلته . ألسنا نبحث عن الأحجار الكريمة بين اكوام الصخور وفي اعماق الارض ؟. نتعب ونقضي الايام منقبين لنحصل على هذا الحجر الكريم ،ولكن هذا الحجر ذات القيمة هو الذي يمنحنا الشعور بالرضى والكسب ويعوض عن جهدنا المضني ويمنحنا الشعور بالنجاح ويعطينا المردود الرائع لكل ساعات العمل الشاقة المضنية . ان الاخيار مغمورون بين ثنايا المجتمع ، ويتوارون عن العيون فهم ليسو عشاق للأضواء وبريق الشهرة
.ونحتاج الى أن ننقب عنهم ،كما ننقب على الحجر الكريم، بين عمق الصخر الصلد ، ننبحث عنه وننقب وبكل هدوء وأمعان وصبر وذكاء وجهد وخبرة