■ عدن .. خطوات على الطريق !!

2015-03-05 13:26

 

لا يطرح سؤال عن مآلات الوضع اليمني و اضطراباته المتسارعة إلا ويثير الكثير من علامات الاستفهام حول إصرار المندوب الاممي : جمال بنعمر على مسايرة "الحوثيين " و الحرص على مشاركتهم وفق ما اطلق علية " اتفاقية السلم و الشراكة " لا حسب مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية .. المنظومة الإقليمية المعنية لابمآل المبادرة فحسب ، بل باليمن و مستقبله في الجزيرة العربية !؟

قبل أسبوع طالب بنعمر بنقل الحوار الى " تعز " لا باستئنافه في عدن .. التي أصبحت عاصمة الدولة اليمنية بعد ان أسرت العاصمة صنعاء و تم الانقلاب على السلطة الشرعية لا بالبيان الذي أطلقوا عليه الإعلان الدستوري بل و باعتقال رئيس الدولة و الحكومة وبعض الوزراء الذين لم يتجاوبوا مع الحوثيين و تحويلهم الي مختطفين للمساومة عليهم بحسب قواعد وأعراف جهوية ـ قبلية .. أكدها الفرز المناطقي للوزراء ولم يستثن منهم إلا من قبل التكليف بالقيام بمنصبه خوفا او مقابل مغريات مادية .

 

 بنعمر الذي ظن انه قد تحول الي مندوب سامي .. أغراه شعوره بذلك خصوصا بعد ان تجاوبت معه الأحزاب السياسية ولبت دعوته الي حوارات فندق الموفيمبيك ـ صنعاء ،في ظل الانقلاب و الرئيس قيد الأسر ، ما زال غير مدرك لأهمية تحرر الرئيس :عبدربه منصور هادي .. من أسره و إبعاد انتقاله الي عدن واتخاذها عاصمة للدولة اليمنية .. من موقعة السيادي وبحسب صلاحياته الدستورية التي تجاوبت معها دول الخليج كمنظومة إقليمية و ان تخلفت عن ذلك سلطنة عمان .. التي أبقت على سفارتها في صنعاء ، فهذا لا يغير في الأمر شيئا بقدر تأكيده للدور العماني المثير لعلامات استفهام كبري أجابتها لا تتطلب كثير جهد ولا ذلك بجديد على شذوذ عمان التي سبق لها ان خالفت مجلس التعاون في قضية اجتياح العراق للكويت عام 1990 وأبقت على سفيرها في بغداد !!.

 

الرئيس هادي.. و بهدو لم يرفض الحوار خارج اليمن و لم يصر على إجراءه في عدن بل دعاء الي استئناف الحوار في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون في العاصمة السعودية الرياض، كون مجلس التعاون هو المعني بمبادرته التي أعطت للحوثيين شرعية و انتشلتهم من جماعة متمرده الي جماعة سياسية أسفرت عن توجهها الأيديولوجي و الجهوي مبكرا بل وتمادت في رفض القرارات الدولية برعاية مندوب الأمم المتحدة .. وهذا هو المثير لأسئلة ؟! وان كنت أزعم ان في إجابتي على مذيعة العربية الحدث ـ الأستاذة : نجوى قاسم عندما قلت :هناك مخططات لتحويل اليمن الي عراق أخري ، فقاطعتني بقولها لا نشاء الله .

 

طبعا ليس في ذلك تكهنات مني بل تحذيرات فالسيد : بنعمر.. كان ضمن الفريق الذي لعب دورا في العراق رغم كونه موظف لم يأخذ الشهرة التي حققها في اليمن وحولته أحزابها الي مندوب سامي .. أكثر منه مشرفا دوليا على تنفيذ المبادرة الخليجية !!.

لذلك دعاء الرئيس : عبدربه منصور .. الي استيناف الحوار في الرياض .. المقر الدائم لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من جهة و العاصمة السعودية التي تشهد تحولات على صعيد السياسة الخارجية تتلخص في قيادة العمل الإسلامي العربي حيث أمها في الأسبوع الماضي الرئيس المصري :السياسي و الرئيس التركي : اردغان و السيدة :بارك كون رئيسة كوريا الجنوبية ويزورها اليوم وزير الخارجية الأمريكية في حضور وزراء دول مجلس التعاون الخليجي و في كل هذه الفعاليات احتل اليمن رأس قائمة جداول الأعمال فضلا عن أوضاع المنطقة .

 أذا الرياض .. لم يختارها الرئيس هادي لم جرد إشعار بن عمر برفض ممارسته دور المندوب السامي ، و إنما لا شعار الجميع برفض أي حلول خارج مخرجات الحوار و دون إشراف مجلس التعاون الخليجي المعني بالمبادرة ،التي تم بموجبها التوصل الي إعادة تشكيل وبناء الدولة اليمنية الاتحادية على النحو الذي يعطي لأقاليمها حقوقها و يحقق الاستقرار لليمن من خلال حكومات إقليمية قادرة على تجاوز المناطقية و تحجيم العصبيات الجهوية "لقبلوـ مذهبية "، دون ذلك عراق أخرى في خاصرة الجزيرة العربية .. و نأمل أن يدرك السفير بنعمر خطورة ذلك ، وقبل هذا وذاك ان الرئيس : عبدربه منصور هو رئيس الجمهورية الشرعي و الدستور و لم يحدد "الرياض " اعتباطا وإنما ليمكن مختلف الأطراف من المشاركة في الحوار وفي أجواء غير خاضعة للامتلاءات الداخلية و الخارجية .. وفي تقديري ان الرئيس سيصر على ذلك ، وفي إصراره تقليص لكثرت الأسئلة فضلا عن كونه تأكيدا لسيادته و شرعيته .. وخطوة على طريق بناء دولة غير خاضعة لثقافة نحن الحكام .. التي عبر عنها الرافضون للحوار في الرياض !؟

_________________________________________________

*عضو المجلس المحلي لمحافظة حضرموت و كاتب سياسي .