التاريخ قد يعيد نفسه في عام ٢٠١٥بحلة مشابهة أو مختلفة عن عام ١٩٦٢
في عام ١٩٦٢ ودعما للثورة عند البعض وانقلاب عسكري عند البعض الاخر تدخلت القوات المصرية في عهد الرئيس الخالد جمال عبد الناصر سنداً للقوي الثورية التي أطاحت بالإمام البدر المدعوم من المملكة العربية السعودية والآن في عام ٢٠١٥ هناك انقلاب على الشرعية الدستورية للرئيس هادي من قبل الحركة الحوثية التي تعتبر ان ما قامت به هي ثورة وليس انقلاب في عام ١٩٦٢ كانت هناك مواجهة بين مصر والسعودية كقوتين إقليميتين في المنطقة والآن في عام ٢٠١٥ هناك تحالف مصري سعودي ( وخليجي ) في مواجهة المد الإيراني عبر جماعة الحوثي في اليمن بما يشكل ذلك من خطر علي البلدين والأمن القومي العربي فيما لو سيطر الحوثييون على المنافذ البحرية الدولية في باب المندب وخليج عدن وبحر العرب ولعل اقتراح مصر بتشكيل قوة عربية مشتركة يعني الشئ الكثير والخطير علي أمن المنطقة .
ولعل أيضاً الاتفاق بين الحوثيين وإيران المعلن عنه هذا اليوم بتسيير ١٤ رحلة بين صنعاء وظهران لشركتي طيران البلدين اليمنية والإيرانية مؤشرات جداً خطيرة على الجنوب واليمن وإعلان ذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسي للملكة للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز مؤشرات بنذر حرب إقليمية قادمة تكون مسرحها اليمن .
الصراع الان هو بين القوي العربية ( مصر والسعودية والخليجية ) في مواجهة ايران القوة الإقليمية الاخري الأولى تستند الي شرعية دستورية لنظام الرئيس هادي والثانية متحالفة مع جماعة الحوثيين الانقلابية
ما العمل إذن جنوبيا ويمنيا امام هذه التطورات ؟ وما مغزي اعلان الرئيس هادي اليوم اعتبار صنعاء عاصمة محتلة ؟؟
كل هذه التطورات المتسارعة تنذر لعواصف خطيرة قادمة واذكر هنا ما طالبت به في مقالي الأخير منذ نحو أسبوع بضرورة حماية الجنوب بطلب قدوم قوات دولية من الامم المتحدة الي المنطقة حيث في يوليو ١٩٦٣ بعثت الامم المتحدة باقتراح من يوثانت الأمين العام للامم المتحدة حينها وبقرار من مجلس الامن الدولي بعثة أممية ( هيئة شبه عسكرية ) للتحقيق والتهدئة المسماة (MONUY ) تم نشرها علي الحدود السعودية اليمنية للمراقبة والمتابعة .
في الخلاصة
الان اليمن وفق قرار مجلس الامن الدولي واقع تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة بشكل مختلف تماماً من الناحية القانونية عن فترة الستينات وعليه على الرئيس هادي الذي يمتلك الشرعية الدستورية المعترف به إقليميا ودوليا اتخاذ ما يلزم في هذا الإطار من ميثاق الامم المتحدة وبالطبع من المؤمل كما حدث في الستينات. الى توصل تفاهم مصري - سعودي حول حلا سلميا للازمة اليمنية هل بالإمكان التوصل الي حلا سلميا
الان بين القوى العربية وإيران ويسبقها او يسهل مهمتهما توصل الأطراف اليمنية نفسها الي حل بين الأطراف المتنازعة ولبلوغ مثل هذا الحل يتطلب احيانا التلويح بالقوة والاستعداد لاستخدامها لتحكيم العقل والمصالح الوطنية العليا لخدمة الامن والاستقرار العالمي في المنطقة قبل الانزلاق الي الحالة الليبية ؟؟
كلمة اخيرة : نداء عاجل لإطلاق سراح دولة رئيس الوزراء خالد بحاح الذي يخشى عليه ان يكون كبش الفداء امام الجهات المتصارعة وبات ملفه ووضعه الان منسي من جميع الأطراف وهو مجرد تكنوقراط أراد خدمة وطنه للخروج من أزمة تشكيل الحكومة وأصبحت حياته في مهب الريح هل بالإمكان إنقاذه ؟؟
بريطانيا في ١ مارس ٢٠١٥
دكتور محمد علي السقاف