أبناء الجنوب اليوم يستعدون لإرسال رسائل عديدة
عبدالجبار الجريري
لم تنجح ثورة شباب اليمن التي حدثت في إيجاد حل سحري لكل القضايا العالقة والشائكة في اليمن ،فالبرغم من كل التغيرات التي حدثت إلا أنَ هناك قضايا جوهرية ومفصلية لم يفلح في حلها كما تم التخطيط له في المبادرة الخليجية.
ولعل أهم القضايا هذه هي تلك القضايا التي جعلت اليمن في أسفل السافلين ،وأول هذه القضايا القضية الجنوبية التي تعدَ من أهم القضايا التي تحتاج لحل جذري سريع يفضي بإعطاءأبناء الجنوب حقهم العادل في العيش الكريم .
لأنه من غير المجدي لكل من يعيش في اليمن أن يُترك أبناء الجنوب دون حلاً عادل لقضيتهم التي صارت على باب التدويل ، فأبناء الجنوب اليوم يستعدون لإرسال رسائل عديدة وإلى جهات مختلفة من خلال تجمهرهم في مدينتي عدن والمكلا في ذكرى ماأطلق عليه يوم التصالح والتسامح الجنوبي.
وتأتي في المرتبة الثانية مشكلة القاعدة في اليمن التي أصبح لها ترويج كبير يكاد يكون مقصود من بعض الجهات المستفيدة من تلك الأعمال التي تقوم بها القاعدة،فتنظيم القاعدة أصبح نافذ جداً في اليمن ،وصار له دور هام في أستقرار اليمن والدول المجاورة، ومن المستحيل أن يتم إيجاد حل سياسي في اليمن يفضي إلى تهدية الأوضاع دون مشاركة تنظيم القاعدة وموافقته عليه، وهو ماعلى الحكومة اليمنية أن تدركه تماماً وتسعى لإجاده من خلال حاور أخوي وصادق مع القاعدة السياسية أو العسكرية.
وتأتي في الخانةالثالثة مشكلة جماعة الحوثي المسيطرة على محافظة صعدة وبعض المناطق المجاورة لها،فجماعة الحوثي العسكرية لديها كما غيرها من الجماعات مطالب تريد من الدولة أن تستجيب لها وتعمل على تنفيذها ،غير أنها تختلف في أسلوب المطالبة وأيضاً نوعية المطالب التي تريدها من الدولة ، فهيا ربما تطالب بأنفصال صعدةعن اليمن أو إعادة الدولة المتوكلية لحكم اليمن ، وهذه المطالب لن يختلف عليها إثنان أنهامطالب صعبة التنفيذ وصعبة التحقق لاسيما أننا في مرحلة جديدة من مراحل الأمة.
وكذلك مثل بقية القضايا التي تعاني منها اليمن تحتل قضية صراع العسكر حيزاً مهم في الوضع الأمني والميداني في اليمن ، فحالة الصراع بين العسكر القائمة من قبل والتي أستفحلت في الآونة الأخيرة تتسبب في عرقلة مسيرة إصلاح الوضع المزري في اليمن ، وتساهم بشكل فاعل في تدهور الوضع اليمني ،لا سيما إذا كان الصراع مسلحاً كما حدث في بعض المرات.
وبالإضافة إلى صراع العسكر ، فهناك صراع عقيم مازال قائم منذ سنوات طوال بين القوى السياسية في اليمن،والتي صارت في حرب عمياء لا تمت إلا مبدأ السياسة بأي صلة على الإطلاق .
إن حالة الأحتقان السياسي التي تعيشها اليمن والتي تسببت فيها كثير من القوى السياسية في البلاد ألقت بظلالها على مستقبل اليمن السعيد، فصار هم هذه القوة هو المكيدة لتلك القوة الأخرى وليس العمل معاً من أجل إصلاح الوضع المأسآوي الذي يعيشه اليمن،حتى وصل ببعض القوى لأن تحمل السلاح ضد الأخرى!
وأخيراً هناك قضية سادسة عملت عملها في تدهور الوضع اليمني ،وجعله دائماً ساخناً لا يعرف البرود أو الفتور.
فحالة التدخل الخارجي في الشأن اليمني تعد من أهم الأسباب التي تعقد الوضع في اليمن وتحيل دون الوصول إلى حل ينقذ اليمن من المستنقع الذي وقع فيه منذ سنوات.
إن تدخل بعض الدول الشقيقة في بعض الخلافات الحاصلة في اليمن يؤدي دائماً إلى نتيجة معروفة سلفاً وهي تكريس هذا الشقاق والخلاف القائم بين أبناء اليمن السعيد.
لذى من الأجدى والأنفع لتلك الدول أن تهتم بأمور شعوبها وتحقق له الرخاء والعيش الكريم ،وتترك اليمنيين وشأنهم حتى يستطيعوا أن يحّلوا خلافاتهم دون أية وصاية خارجية ربما تعمق الخلاف .