تحريق الأحياء بين الدين والتاريخ!

2015-02-04 14:09
تحريق الأحياء بين الدين والتاريخ!
شبوة برس- خاص - الرياض

 

في البداية نعزي أسرة الطيار الاردني؛ وليصبروا ويحتسبوا؛ ولعل في هذا تطهير ورفع درجة.

 

ثانياً: كررنا كثيراً؛ أن نقد التاريخ والمذاهب وإخضاعها للقرآن الذي هو رحمة للعالمين هو الحل، ويعارضنا الغلاة ويعادوننا لهذا الاعتدال، وسبق أن ذكرنا أن الثقافة النفاقية - لأنها شيطانية - قد تعمدت أن تنسب للنبي بعض الوقائع الشنيعة لأكثر من هدف؛ منها الطعن في الدين نفسه، وسبق أن كتبنا في تبرئة النبي من عدة شنائع نسبوها اليه؛ من شق أم قرفة نصفين، ومن سمل الأعين، والتمثيل بالجثث، وأنه لا يقاتل إلا المعتدي.. الخ

 

ومثلما حرصت الثقافة الشيطانية والنفاقية على تشويه الدين من الداخل - بنسبة الزور للنبي - فالنواصب (كعكرمة) نسبوا للامام علي تحريق السبئية.. زعموا، وقد ابطلت رواية عكرمة بتوسع في كتابي حرية الاعتقاد في القرآن الكريم والسنة النبوية، وأن القتل فضلاً عن الحرق لم يصح؛ فراجعوا الكتاب.

 

نعم حرص الغلاة على تثبيت حرق الأحياء والتمثيل بالجثث، وخاصة في كتب العقائد؛ وربما بعض ذلك ثابت، لكن عن غير النبي وعن غير الإمام علي.

 

وإذا ثبت التحريق عن أحد من الصحابة (كما نسبوا لبعض الخلفاء تحريق الفجاءة السلمي؛ وكذلك احراق الناس في حظائر) فهذا الفعل البشري ليس شرعاً، وكذلك ما نسب لبعضهم من تحريق الناس في اليمن والبصرة وغيرها؛ وذبح الأطفال وسبي المسلمات؛ فهذا كله من الدين البشري لا الإلهي، فلا تتعبدوه به.

 

وسبق أن ناديت بفصل الإسلام الإلهي عن (الإسلام البشري)، وأقصد بالاسلام البشري تلك الفتاوى والاعمال البشرية التي ادخلها الناس في الإسلام.

والإسلام البشري تسلل داخل الاسلام الإلهي مع الزمن وقلة النقد وتعظيم السلطات التاريخية وسلفها.. الخ، فمجاهدة الإسلام البشري من أفضل للجهاد.

 

الإسلام البشري هو تشريعات وقوانين وضعية يشرية أُلصقت بالإسلام الإلهي ظلماً وزوراً وعدواناً؛ ولها أبلغ الأثر في تشويه الدين والنبوة.

 

الإسلام نهى عن المثلة (التمثيل) ولو بالكلب العقور (وهو اخف من الحرق)، والإسلام أمر إن ذبحنا أنعامنا أن نحسن الذبحة، مع أنه نسك ودين.

 

الشيطان أغرى العداوة والبغضاء ولبث ينفخ فيهما عبر القرون حتى ينفذ عبرهما مشروعه الكبير (بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون)، التدوين المبكر احتوى على ما يشرعن العداوة والبغضاء والفحشاء وغاية السوء والكذب على الله وعلى رسوله وعلى أهل بيته وعلى صالحي الأمة، فاحذروا.

 

حتى فرق المعارضة - كالشيعة والإباضية والزيدية - دخل في تراثهم من التدوين العام أشياء كثيرة؛ لأن الثقافة العامة كانت لغة السلطة، فتلقفها الجميع

 

كل تدوين ضد رحمة الإسلام من حرق او تمثيل او سمل أعين أو ذبح أطفال ونساء الخ؛ فهو ضد الإسلام الإلهي في اي مذهب كان.

والمسؤولية عامة.

 

وأؤكد على ما أكدت عليه دائماً بضرورة النقد الذاتي؛ شهادة لله، وحباً له ولدينه ولنبيه، وكراهية لتشويه الشيطان وأوليائه..

 

كونوا شهداء لله.

 

ولتتقِ الله الحكومات والعلماء والدعاة وأرباب الإعلام، وليتركوا تعبئة الناس بالعداوة والبغضاء والأحقاد، فهي جاهليات فتاكة؛ وقد رأيتم آثارها.

اللهم إنا نبرأ إليك من الكذب عليك، وعلى نبيك، وعلى دينك.

اللهم اشهد لنا بأننا قد بلغنا.

 

ونختم بنصيحة الله فاسمعوها:

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )

 

* الشيخ حسن بن فرحان المالكي - الرياض