أرضُ الـجـنوب ديــاري وهــي مـهدُ أبـي / تــئـنّ مـــا بــيـن سـفـاحٍ وسـمـسار

2015-02-02 13:54
أرضُ الـجـنوب ديــاري وهــي مـهدُ أبـي / تــئـنّ مـــا بــيـن سـفـاحٍ وسـمـسار
شبوة برس- خاص - صنعاء

 

 

من قصيدة بُشرى النبوة للبردُّوني رحمه الله يصف فيها ارض الجنوب وأحوالها 

 

أرضُ الـجـنوب ديــاري وهــي مـهدُ أبـي / تــئـنّ مـــا بــيـن سـفـاحٍ وسـمـسار

 

يــشـدُّهـا قــيــدُ ســجّـانٍ ويـنـهـشُها /   ســـوطٌ ويـحـدو خطاها صــوتُ خـمّـار

 

تـُعـطـي الـقـيادَ وزيــرًا وهــو مـتّـجرٌ / بـجـوعـها ،فـهـو فـيـها الـبـايعُ الـشّـاري

 

فـكـيـف لانــتْ لـجـلادِ الـحـمَى عــدنُ /     وكــيـف ســاسَ حِـمـاها غــدرُ  فُـجّـارِ

 

وقـــادهــا زعـــمــاءُ لا يــبـررهـم / فــعــلٌ ،  وأقـوالـُهم أقـــوال أبـــرار

 

أشــبـاهُ نــاسٍ ، وخـيـراتُ الـبـلاد لـهـم / ووزنُــهـم لا يــسـاوي ربـــعَ ديــنـار

 

ولا يـصـونـون عــنـدَ الــغـدرِ أنـفـسَهم / فـهـلْ يـصـونون عهدَ الـصُّـحبِ والـجارِ

 

تـــرى شـخـوصَـهمُ رسـمـيـةٌ وتــرى / أطـمـاعَهم فــي الـحـمىَ أطـمـاع َتـجَّـار

 

أكـــاد أســخـرُ مـنـهم ، ثــم تـُضـحكُني /  دعــواهُــمُ أنّــهـم أصــحـابُ أفــكـار

 

يـبـنـونَ بـالـظـلم دورًا كـــي نـمـجِّدَهم / ومـجـدُهـمُ رجـــسُ أخــشـابٍ وأشـجـارِ

 

لا تـخـبـرُ الـشـعـبَ عـنـهـم إنّ أعـيـنَهُ / تـــرى فـظـائعَهم مــن خـلـف أسـتـارِ

 

الآكــلـون جـــراحَ الـشـعـبِ تـخـبـرُنا / ثــيـابُـهـم أنـــهــم آلاتُ  أشـــــرارِ

 

ثـيـابـُهم رشـــوةٌ تُـنْـبـِي مـظـاهـرُها / بــأنـهـا دمــــعُ أكــبـادٍ وأبــصـار

 

يــشــرون بــالـذل ألـقـابًـا تـُسـتـِّرهم / لـكـنَّـهـم يسترون الــعـار بـالـعـار

 

تـحـسُّـهم فــي يــد الـمـستعمرين كـمـا / تــحـسُّ مـسـبـحةً فــي كــف سـحّـار

 

ويــــلٌ وويـــلٌ لأعـــداء الــبـلاد إذا / ضــجَّ الـسـكونُ وهـبـتْ غـضـبةُ الـثـارِ

 

فـلْـيـغنمِ الــجـوْرُ  إقـبـالَ الـزمـان لــه  /  فــــإنّ إقبالَه إنــــذارُ إدبــــارِ

 

والــنــاس شـــرٌ وأخــيـارٌ وشــرُّهـمُ / مــنــافـقٌ يــتــزيَّـا زِيَّ أخـــيــارِ

 

وأضْـيـَعُ الـنـاس شـعـبٌ بــات يـحـرسُه / لــــصٌ تــُسَـتـِّره أثـــوابُ أحــبـار

 

فـــي ثــغـرهِ لــغـةُ الـحـاني بـأمـتِه / وفـــي يــديـْه لــهـا سـكـين ُ جــزار

 

حــقـدُ الـشـعـوب بـراكـيـنٌ مـسـمّـمة / وقُــودُهــا كــــل خـــوَّان وغـــدَّار

 

مِـــن كــل مـحـتقرٍ لـلـشعب صـورتـُه / رســـمُ الـخـيـاناتِ أو تـمـثـالُ أقـــذار

 

وجُــثـةٌ  شـــوّشَ الـتـعـطير جـيـفَـتَها /      كـأنـهَـا مِـيـتـةٌ فـــي ثــوب عـطـّار

 

بــيـن الـجـنـوب وبـيـن الـعـابثين بــه / يـــومٌ يــحـنُّ إليه يــومُ " ذي قــار"

 

يـاخـاتـمَ الـرُّسـْل هــذا يـومُـك انـبـعثتْ / ذكــراهُ كـالـفجر في أحـضـان أنـهـار

 

يــا صـاحبَ الـمبدإِ الأعـلى ، وهـلْ حـملتْ / رســالــةُ الــحــق  إلّا روحُ مــخـتـار  ؟

 

أعـلـى الـمـبادئِ مـَـا صـاغـتْ لـحـاملِها / مِــن الـهـدى والضحايَا نـصـبَ تـذكـار

 

فـكـيـف نــذكـرُ أشـخـاصًـا مـبـادئهم  / مـبـادئُ الـذئـبِ في إِقـدامـه الـضّاري ؟!

 

يــبــدون لـلـشـعب أحـباباً وبـيـنـَهمُ / والـشـعبِ مــا بـيـن طبْعِ الـهرِّ والـفارِ

 

فمــَا أغـنِّـيكَ يــا" طــه " وفــي نـغمي /دمـــعٌ، وفــي خاطري أحـقـادُ ثــُوار ؟

 

تـمـلْـملتْ كـبـريـاءُ الــجـرح فـانـتزفتْ /حـقـدي عـلـى الـجوْر مِـن أغوارِ أغْواري

 

يــا" أحـمـدَ الـنـور" عـفوًا إنْ زأرْتُ ، فـفي صــدري جـحـيمٌ تـشـظَّتْ  بين أشعارِ

 

" طـــهَ "  إذا ثــار إنـشـادي فــإنّ أبــي " حـسّـان " أخبَارُهُ فــي الـشعر أخْـباري

 

 ابــنٌ لأنـصـارك الـغـرِّ الألــى قـذفـوا / جــيـشَ الـطـغاة بجيْشٍ مـنـك جــرَّارُ

 

تـظـافرتْ فــي الـفـدَى حـولَـيْك أنـفـسُهم / كــأنـّهـمْ قــــلاعٌ خــلـف أســـوار

نـحـن الـيـمانين َ يــا" طــهَ " تـطـيرُ بـنا / إلـــى روابـــي الــعـلا،  أرواحُ أنـصـار

إذا تــذكــرتَ " عــمــارًا " وســيـرتـَه / فـافـخـرْ بــنـا إنّنا أحـفـادُ " عـمّـار"

"طــه َ" ..  إلـيـكَ صــلاةُ الـشِّـعر تـرفـعُها / روحـــي ، وتَـعـزفـُها ، أوتـــارُ قيثاري

 

رحم الله الشاعر المبصر عقلا وروحا وفكرا ..

رحم الله عبده .. عبدالله البردّوني