إذا أردت ترويض نفسك على الإسلام الأول فابحث عن أيتام وارعهم
بحب وكأنك وليهم، أفرحهم من وقت لآخر.. بطعام.. بلباس.. بلعبة..، واكتم احسانك إليهم، حاول بقدر الإمكان ألا يكون كلامك أكثر من عملك، ولا عملك أحسن من نيتك، واجعل إحساناتك السرية ودائع عند الله، وثق أنها لن تضيع، فلا تضيع ودائعه.
أقصر الطرق إلى الإسلام الأول هو اليتيم والفقير والمسكين، اجعل الفضل لهم في إصلاح قلبك، ولا تمنن، ولا تستحِ من اعطاء القليل، فالحرمان أقل منه.
إذا لم تعرف فقيراً ولا مسكيناً فهذا العامل في الشارع هو مسكين ومغترب ومهموم، لا تحرمه من ابتسامة، من سلام، ، من كلمة شكر.. فهو وسيلتك لإصلاح قلبك.
إذا رأيت عاملاً يكنس الشارع فقل لنفسك:
لماذا هو يكنس شارعي في وطني ولا أكنس شارعه في وطنه؟
ثم تذكر أنك ستُسأل عن النعيم، ولن يُسأل عن الجحيم!
طأطيء رأسك تواضعاً، لا تتكبر ولا تفخر، ولا تنسٓ أن لهذا النعيم سؤالاً، من لم يبحث عن إجابته في الدنيا كبراً فلن يجيب عنه في الآخرة عجزاً.
لا تخدعك البهرجات الإعلامية، ولا الاهتمامات المتورمة، ولا الوطنيات التفاخرية، ولا العنصريات الجاهلة..
طأطيء رأسك وقل:
يارب عرفني على نفسي.
لا تجعل كل وقتك لعباً ولهواً وضحكاً وجدلاً، ابحث عن نفسك أنت، عن نفسك وحدها، أين هي؟
ابحث عنها في بسمة ليتيم، أو شكر عامل، أو عبرة مشهد.. الخ
أنت لا تدري كم يدفع الله عنك بما تظنه من مستصغر الأعمال، قد تعطي عاملاً ريالاً فتتأخر بسبب ذلك عن حادث أليم، اعمل لله ولا تستهن بشيء له، لا يريد الله منك الكثرة في العطاء بقدر ما يريد منك النية فيه، ريال مع حسن خلق ونية أفضل من مليون بمنة.
نماء العطاء بما في نفسك وليس بما خارجها.