عن المؤتمر الوطني الموسَّع، فاي مؤتمر لأي مكَّون او حزب او جبهة او تجمع ياتي في زمن عاصف ودقيق وبالغ الاحراج والخطورة ، أي مؤتمر يتوجب عليه ان يُعد له اعداداً دقيقاً ومتأنياً ، لأنه لا يتحدَّث عن برنامج وليس بصدد أختيار قيادات أو يعيد النظر في أدبيات تنظيم او تكتل او مكون او جبهة .. بل ان هذا هذا المؤتمر الوطني الموسَّع ، من الاهمية والخطورة في انه يحدد معالم وطن وياتي والوطن كلة في قبضة المجهول. ولقد التأم المؤتمر بعد ليلٍ طال وجحيم يستعر و بعد متغير زلزالي، سَمِّهِ ما شئت، أنقلاب او ثورة ..
وما اثار انتباهي وتعجبي! وهو الأهم هو ضعف الإعداد والعجلة وتسمي العرب العجلة - ام الندامة -التسرع في الاعلان عنه، وهو كما يسمونه -المؤتمر الوطني الموسع- اما عن المهل فهي لا تكفي لتفقيس -بيضة عصفور- فضلا عن تفقيس حلول شمولية لوطن هو بين الموت والحياة!
على ان الاوراق والمداخلات المدرجة للنقاش لم تلامس الأمال، و لم تحاول إستلهام الفيدراليات من إقليمين ، وعلى الاقل كحل وسطي، فلم يكن واردا في المؤتمر هذا الترف اي الفيدراليات وهذا كان للكثير مدخلاً للأقناع والحوار وربما يحمل في طياته بعض الانصاف المتواضع و المتاخر جداً كما ولم تكن في المؤتمر واردة وحاضرة ايضا فكرة، للتراضيات والترضيات مع كل الاطراف الذين يخالفونك او الذين هم جزء من الملمح السياسي للوطن.
اما الجنوب وقضيتهم! وهي قضية بحجم الوطن، فلم يمر عليها المؤتمر الا مرور الطيور المهاجرة في جزيرة محيطية نائية ومقفرّة . كما ولم يبعث المؤتر بمندوبين الى دول الخليج والدول التي وقَّعت على المبادرة . فضلا عن حضور مندوبين من هذه الدول.
أنفَّضَّ المؤتمر واليوم أحدق واتلفت مندهشاً كليماً! فلا أرى في السماء الا الغيوم المتلبِّدة والغبار، ونسور وكواسر تتحين سقوط فرائسها .
ولا املك الا ان اقول حفظ الله الوطن, وكل يقيني انه ذهب ادراج الرياح.