منذ بدايات تحركات الحوثيين او انصار الله وهم يتوجهون بأمل وبعزيمة وثبات وحشد منظم ل الاستيلاء تدريجيا على مقدرات الشمال . الحسنة الوحيدة انهم لم يدخلوا في خصومات معنا ولا مشادات ولا مذهبيات ابدا ابدا وهذه حقيقة يجب ان نقر بها بل ونمتدحها .
وما حصل في صنعاء للاستيلاء على القصور -القصر الجمهوري والقصر الرئاسي- ما حصل هو عملية شكلية، فهم اصلا استولوا على الامن القومي ووزارة الدفاع والبنك المركزي ومعظم الوزارات والمحافظات كانوا يسيروها ويتحكمون بكل شواردها يتحكمون بها من الداخل وبكل مسؤولية وامانة دون اخلال او استعلاء او تهور او انتقام ، وهذا يبدو قد تم بنوع من القبول الدولي الواضح . فلا ننخدع بكلام وتصريحات عابرة .
طيب ما موقفنا في الجنوب ؟؟؟
موقفنا نحن بقدر ما شعرنا بالصدمة على ان التعاملات كانت قاسية بل مهينة و طالت رموز ورئيس وشخصيات.. ففي طيات الصدمة- أفاقة- اي صحوتنا و نهوضنا من غفواتنا وحيث هذه الصدمة تدفع بنا وتحثنا و تحركنا لكي نستعيد امل ضاع منا يوم 22 مايو .
اتوقع ان الامور في المستقبل لصالح الجنوب بل ولصالح الشمال فهم عانوا الامرين ونحن ضعنا ولا احد سمّا علينا .
الاهم، أن لا ننجر في الجنوب الى الشحناء ضد بعضنا ونسفه ونتهم منهم اليوم في المقدمة , بل والفاجعة ان نحل عقال شوفينيتنا وغلنا، للننساق ضد اشقائنا من الشمال فهذا هو الانحدار السلوكي المقيت والمهين لنا .
هنا اذا مضينا بوعي ومسؤولية لتحقيق الهدف ، كسبنا العالم وحصلنا على ما يسمى -التفويض-mandate- لتحقيق وطن - والدعم الدولي والاقليمي ضرورة ويشكل لنا اهمية قصوى فلا يهم ما معك بل من معك؟ !!
اننا امام امتحان صعب ،فاما أن نثبت رجاحة عقولنا او ننزلق الى نزقنا وفوضويتنا وجهالاتنا . على ان كيل التهم اليوم ومضغ الاقاويل والتخوينات ، لعمري لهو الغباء الفاضح ويشتت الجهد ويزرع اسافين دامية عميقة في جدسنا المهيض ، فنحن اليوم في اشد الحاجة الى نسيان خلافاتنا مهما كانت عميقة وباتعة ومؤلمة .