(خالد عدن).. هو الشهيد المهندس خالد الجنيدي الذي أعجز المحتلين وأفشلهم وهو يواجههم بنضاله السلمي، وهم يحاربونه بشتى أنواع الحرب الضروس، وهو صامد يناضل بسلمية باسما غير عابس، حتى ابتسامته التي لا تفارق محياه كانت تغضبهم، وهي أشد عليهم من طلقات المدفع.. هكذا عرفه زملاؤه المناضلون، وهذا هو سر قوته وسر قوة كل زملائه الثوار في الميدان.
الكثير من مناضلي وثوار ثورة شعب الجنوب التحررية تعرضوا لأصناف عدة من الحروب التي شنها عليهم نظام الاحتلال اليمني، بدءا من القمع الوحشي لمسيراتهم ومحاصرتهم في مدنهم وقراهم وقطع رواتبهم، والزج بهم في غياهب السجون وبث الإشاعات حول ارتباطاتهم بدوائر أمنية وتسريبها على الجهلة الذين ما برحوا يرددونها وكأنها حقائق دامغة.. وصولا إلى تصويبهم بالرصاص الحي واستهدافهم بالقتل المباشر (التصفية الجسدية) عندما يفشلون ويعجزون عن إسكاتهم بكل وسائل القمع الوحشي، كما فعلوا بالشهيد المهندس خالد الجنيدي الذي تجرع كل ويلات تلك الحرب الشعواء، ولقي كل هذه الانتهاكات خلال مسيرته النضالية منذ انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي والتحاقه به علناً بعد أن كان يجابه الاحتلال في المنتديات الجنوبية واليمنية والعربية تحت اسم مستعار هو (شمر بن يهرعش).
كل تلك الانتهاكات التي تعرض ويتعرض لها الكثير من ثوار الجنوب الأحرار لم تثنهم مطلقاً ولم تكبح جماح ثائريتهم المنطلقة بشجاعة من قوة إيمانهم اللا محدود في حقهم وحق شعبهم ووطنهم في التحرر من أسوأ احتلال عرفته البشرية.
وكانوا ولازالوا يستمدون شجاعتهم من كل انتهاك يتجاوزونه ويمضون في طريقهم ثائرين لا يعرفون المهادنة، وفي الوقت نفسه تزداد يوماً عن يوم ضراوة وعنف الانتهاكات التي يتعرضون لها ويقاومونها بأفكارهم الثورية ويبتكرون كل يوم طريقة أخرى أكثر سلمية وأكثر تحضراً وأنجع وسيلة يصيبون بها المحتل اليمني الوحشي في مقتل.
وبسب عجز الاحتلال عن مواجهة الثوار وسلمية الثورة عمد إلى حرب وحشية لا أخلاقية هي (حرب الدعاية والإشاعة والتحريض) وقد شنتها مخابرات الاحتلال اليمني وعناصرها بضراوة تضاهي القمع العسكري بل وأشد منها، حيث عمدت إلى بث الإشاعات والدعايات التي تشوه مواقف بعض الثوار والناشطين والقيادات الميدانية الفاعلة وخلق إشاعات عن ارتباطهم بدوائر استخبارية تابعة للاحتلال أو ارتباطاتهم بدوائر خارجية أو استلامهم ثمن عمالتهم... إلخ، من هذه الخزعبلات التي وجدت لها من يرددها بين صفوفنا ويروج لها بقصد أو بغير قصد دون أن يدركوا حجم وخطورة الاستهدافات التي تطال الأبطال الذي لا يستطيع المحتل شراء ضمائرهم فيلجأ إلى محاولة يائسة لتشويه سمعتهم والتشويش على محبيهم.
ومن هنا وبكل صدق أدعو الذين يرددون هذه الإشاعات إلى التوقف عن العبث في استعداء بعضهم البعض وترديد إشاعات الاحتلال التي تبثها دوائرهم المتخصصة كي يشوهوا بعضهم البعض، وعندي ثقة كبيرة أن الكثير من الثوار الواعين لا يلتفتون لهذه الإشاعات ولا يصدقونها، ويعرفون أنها جزء من الحرب الشرسة ضد الثورة الجنوبية التحررية وثوارها الأبطال.
حشوش: همس في إذني يوما (ناصح) أن ابتعد عن الزميل (فلان) وأن أحذر من الصديق (علان) لأنهم (...)، وكدت أن أصرخ في وجهه لولا أنني فكرت قليلا وقلت له: “يا صديقي العزيز لو صدقت هذه الإشاعات فلن أقابلك أنت كذلك، لأن شخصا آخر قد همس في أذني قبلك (ناصحا) كذلك بأن أبتعد عنك لنفس السبب” .. فتركته فاغراً فاه، ومضيت في سبيلي.