اليوم في نهاية عام مر صعبا ومريرا بالدم والدموع على شعبنا الجنوبي رغم كل التقدم الذي طرا على وضع القضية الجنوبية اقليميا و دوليا إلا اننا مازلنا امام معضلة اساسية تلك المتعلقة بتمثيل القضية بما يتناسب وطموح شعبنا وكذلك لما تقتضيه متطلبات العمل السياسي في المحيط الاقليمي والدولي.
هناك مشاريع كثيرة تطرح في الساحة الجنوبية وجلها يفتقر الى اساسيات حتى ادارة مؤسسة صغيرة نظرا لغياب أي رؤية مستقبلية وخارطة طريق واضحة تحدد الغاية والأهداف التي تقود الى تحقيق تلك الرؤية.
اخوتنا في المجلس الاعلي للتحرير والاستقلال ينفخون في شعارات براقة تغري الانسان البسيط ولكنها في الأخير تصيبه بالياس والإحباط لأنهم لا يجيدون غير رفع شعارات تلهب حماس ومشاعر البسطاء من الناس دون ان يكون لهم رؤية موضوعية تأخذ بعين الإعتبار الكثير من المؤثرات على قضية شعبنا .
للأسف الاخوة هنا يعتقدون انهم سيقفزون على السلطة مثلما جرى في غفلة من الزمن العام 1967م متناسين انه في تلك الفترة كان هناك جيش وطني وقوات امن وطنية ومؤسسات دولة في العاصمة عدن وفي المكلا وسائر أرض الجنوب سلمت لهم طواعية بفعل فاعل ليس هنا مقام التطرق إليه , مما سهل لهم القفز لإلى كراسي الحكم وطرد باقي القوى الوطنية الجنوبية .
اليوم تغير الوضع ولم يعد كذلك.
تيار الفيدرالية من اقليمين والمزمنة والتي يتبعها استفتاء على البقاء في الوحدة او الخروج منها هو اكثر هذه التيارات موضوعية فهو على الاقل يعرف ما يريد ويعرف على ماذا سيكون السير في الاتجاه.
الاخوة في المؤتمر الجامع يريدون جمع الاطراف بهدف خلق قيادة موحدة تسير وفقا لبرنامج يتفق عليه الجميع ياخذ بعين الاعتبار المواقف الدولية والاقليمية ويمكن ان يتم خلال المؤتمر وضع تصور نهائي للسير بالقضية الجنوبية نحو تحقيق هدفها المهم ان يكون هناك اتفاق الاغلبية عليه.
الاخوة الذين يؤيدون الاقاليم الستة رغم امكاناتهم الا ان نفوذهم في الشارع الجنوبي ليس كبيرا ولكن يجب ان يكون جزء اصيل من العملية الوطنية في الجنوب.
* د حسين لقور بن عيدان
عن صحيفة الأيام