في ٢٠ من ديسمبر الماضي كتبت مقالا بعنوان ( تمدد الحوثيين سيتوقف في الشمال ام سيواصل الى الجنوب ؟؟) وجاءت الإجابة الجزئية علي ذلك التساؤل من خلال زيارة سفير ايران الجديد الي عدن يوم أمس السبت ٣ يناير واستقباله من قبل الأخ خالد محفوظ بحاح رئيس الوزراء
فإذا كان الحوثيين تغلغلوا في اغلب المحافظات الشمالية عبر قوة السلاح لأنها اللغة المفهومة لدي بعض أبناء تلك المناطق فان استخدام لغة القوة مع الجنوب أضراره اكثر من فوائده كما أظهرت نتائج حرب ١٩٩٤ التي شنهما صالح والإصلاح ضد الجنوب فالجنوب المدني يمكن التخاطب معه بلغة تبادل المصالح وليس بلغة التهديد بالسلاح وهذا ما فطنت اليه ايران وكان الهدف من وراء زيارة السفير الإيراني الي عدن ولقائه بالمسؤولين في يوم عطلة رسمية !!
قد لا توجد بالضرورة علاقة جدلية بين حركة أنصار الله والخطوة الإيرانية من تنسيق او تبادل ادوار بينهما فمصالح ايران الاستراتيجية كقوة إقليمية كبري في المنطقة بوجود او دون وجود حليفهم أنصار الله يحتم عليهم انفتاحها السياسي علي الجنوب عبر الاستثمار تكريسا لعلاقاتهم السابقة مع جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية وهي أمور لا تنسي من قبل صانع القرار في ايران فقد وقف الجنوب وحده مع ايران اثناء الحرب الإيرانية -العراقية باعتبارها ان من إشعل الحرب صدام حسين على ايران في عام ١٩٨٠ ليس له مبرر في هذا الوقت كانت اغلب ان لم تكن بقية الدول العربية وقفت الي جانب عراق صدام حسين . والمثير الإشارة اليه هنا ان الرئيس صالح في نفس الفترة قبل الوحدة وقف مع العراق وأرسل اليهم قوات عسكرية للقتال معهم في حربهم ضد ايران ومع ذلك برغم موقف الجنوب مع ايران ضد العراق وقفت ايران مؤيدة لصالح في حربه ضد الجنوب في صيف عام ١٩٩٤ في الوقت الذي لم يشارك أنصار الله في حرب ١٩٩٤ برغم الدعم الإيراني لصالح مما يثبت تغير المواقف وفق ًمصالح الكيانات
والدول .من هنا يجب النظر بإيجابية ودون حساسية مفرطة في رغبة ايران في الاستثمار في عدن وربما الجنوب ككل من حساسية مذهبية او مواقف مسبقة تجاه أنصار الله فهم لم يعرضوا بناء جامعة إيمان كالتي بناها الشيخ الزنداني في المكلا وعدن وإنما استثمار اقتصادي مذكرا بهذا الصدد ان مصفاة عدن تم بنائها من قبل بريطانيا في مطلع الخمسينات كرد فعل علي ثورة مصدق والآن نري هل بأمكان ايران مع أطراف اخري وفق أفضل العروض تحديث المصفاة وتوسيع طاقتها التكريرية لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي وأسواق دول القرن الأفريقي ؟ولعل أزمة الكهرباء في.الجنوب بعد الوحدة التي أصبحت ضمن الثوابت الوطنية هل بإمكان ايران في إطار استراتيجية بعيدة المساهمة في تأسيس الطاقة النووية للجنوب لتلبية احتياجاته من الطاقة نظرا لمحدودية مخزونه من الطاقة من النفط والغاز التي لا تكفي لتلبية احتياجاته المحلية ولا احتياجات اليمن نفسها وفي سبيل تحقيق هذه الفكرة لماذا منح التعليم والتدريب للطلبة حسب العرض الإيراني لايبدءمن الان في تخصيص منح تأهيل كوادر في مجال الطاقة النووية للمستقبل في إطار الاستراتيجية البعيدة للطاقة ؟
السؤال الكبير الان لماذا ايران أعلنت عبر سفيرها ممثل الدولة الإيرانية رغبتها. في الاستثمار تحديداً في عدن اي في الجنوب ولم تعلن دولة واحدة من دول مجلس التعاون الخليجي بنفس هذا الخطاب الصريح والمباشر هل تخشي بان تتهم بأنها تدعم الانفصال في الجنوب ام ماذا ؟ولما الاستثمارات الخليجية القليلة في الجنوب هي استثمارات للقطاع الخاص وأغلبها ان لم تكن جميعها من اصحاب رؤوس الأموال السعودية الحضرمية ولا يوجد اي استثمار. حكومي خليجي في الجنوب من قبل شركات ومؤسسات حكومية او مختلطة مثل سابك وبترو مين ؟ وأتذكر في عهد صالح حين كان يدعي صالح لافتتاح مشاريع استثمار حضرمية في دوعن او مناطق اخري بغرض احراج الرأسمال الحضرمي يقول دون مواربة نأمل منكم ان تستثمروا أيضاً في مشاريع مشابهة في صنعاء او في مناطق اخري في الشمال .
نأمل من الأخوة في دول مجلس التعاون الخليجي ان يحذوا حذوإيران والاستثمار في الجنوب دون خوف من ان توجه لهم تهم دعم الانفصال أومأ شابه ذلك
في الخلاصة
-----------
همسة في الأذن اليمني للرئيس هادي ارتجالية اتخاذ بعض القرارات والمشكوك في قانونيتها مسئ اليه بسب عدم كفاءة من عينهم مؤخراً كقرار تعيين أحدأعضاء وفد اليمن في الامم المتحدة ليصبح المندوب الدائم
لليمن في الامم المتحدة مؤهله خريج صحافة من كوبا ؟؟هل هذا معقول في موقع هام وحساس وهل يمكن قبل اداء اليمين الدستورية القيام بمهمة دبلوماسية في زيارته الي البرازيل وهل يعقل أيضاً مسؤول سابق في محافظة عدن يحال كسفير الي الخارجية في الماضي صالح يرسل الشخصيات التي تنهي مهامها الي مجلس الشوري وأصبحت الخارجية الان هي المأوي مما يفسر مستوي ضعف السياسة الخارجية والنشاط الدبلوماسي لليمن في العالم !! ليس المهم أنصاف الجنوبيين في تعييناته وإنما المهم استخدام المؤهلين منهم لملأ تلك المناصب
قرار انفتاح ايران نحو الجنوب كما يبدو لأشك انها تمثل خطوة إيجابية شجعها الرئيس هادي وسيكون لها تداعيات هامة في فتح السباق والمنافسة معها من قبل بقية دول الخليج كما كانت القوي الإمبريالية في القرون
الماضية تتنافس علي الجنوب بسبب موقعه الاستراتيجي ذات الأهمية القصوي ليس فقط لدي القوي العظمي
بل أيضاً لدي القوي الإقليمية الكبري الي تحل تدريجيا محل القوي العظمي في حل شؤون المنطقة
بريطانيا ٤ يناير