الجنوبيون وذكرى إعادة اللحمة
عبدالجبار عوض الجريري
يستعد أبناء الجنوب في كل أماكن تواجدهم في الداخل والشتات إلى المشاركة في ذكرى التصالح والتسامح المقررة بتاريخ 13 يناير من كل عام.
وكما هو متوقع أن يخرج مئات الألآف من المتظاهرين الجنوبيين في الميادين العامة في معظم ألم تكن كل المدن الجنوبية ، للتأكيد على وحدة الصف الجنوبي والتأكيد على تجاوزهم لكل الخلافات السابقة بينهم ،ولا سيما مخلافات وأثآر حرب يناير عام 1986م.
إن خروج الجنوبيين بأعداد غفيرة في كل فعالياتهم السياسية ، يشكل إحدى الضمانات الرئيسية لاستمرار الثورة الجنوبية ، وحمايتها من أي محاولة لإجهاضها وتوظيفها لأجندات خاصة.
فحالة الصحوة الجنوبية التي سبقت صحوة الربيع العربي والمترافقة بعزيمة قوية على التحرير واستعادة الدولة الجنوبية ، وإسقاط كل المخططات الصغيرة المستهدفه للإرادة الجنوبية، مستمرة وبزخم فاق كل التوقعات ، وأقلق ويقلق المراهنين على فشل الثورة الجنوبية عبر الخلافات التي يروجون لها بين مكونات الحراك .
ويظل لشعب الجنوب الأولوية والأحقية في أختيار الحل الذي يناسبه ، مهما تعالت بعض الأصوات المهزومة التي جعلت من نفسها وصية على شعب الجنوب ظلماَ وبهتاناً، يبقى شعب الجنوب هو صاحب القرار وهو صاحب الأختيار.
إن ثورة أبناء الجنوب الشماء بزعامة الحراك السلمي الجنوبي لم تنطلق في عام 2006م من أجل تحقيق أنصاف الحلول مثل الفيدرالية ، أو تنصيب عبدربه منصورهادي رئيساً لليمن !
وإنما من أجل تحرير كل الأرض الجنوبية من عدن إلى المهرة ، وإعادة اللاجئين والمطرودين قسراً من الجنوبيين إلى أرضهم وشعبهم .
إن المعارك السياسية الحامية بين الجنوبيين ونظام الشمال دخلت مرحلة حسم سياسي شرس لا سيما بغد فشل الثورة الشبابية في اليمن في استقطاب الجنوبيين .
فقد أشارت كثير من الأنباء المتداولة بأن هناك كثير من الدول المجاورة والدول الإقليمية والدولية ، بداءت تتفهم القضية الجنوبية، وأدركت أنه لا يمكن أن يكون هناك حلاً في اليمن دون إعطاء الجنوبيين حريتهم في أختيار مايريدون ، وحقهم في تقرير المصير.
لقد أرغم الجنوبيين العالم أجمع على الأعتراف بقضيتهم ،كقضية لها دورها في المساهمة في استقرار المنطقة برمتها .
وفي الوقت نفسه شكل أبناء الجنوب نموذجاً مثالياً في الوحدة ، وتجاوز النكات السوداؤ في صفحاتهم الماضية ، ولعل هذا الأمر يرجع إلى إقرار أبناء الجنوب بأن مطالبهم لن يكتب لها النجاح إلا بكلمة واحدة وأتفاق جماهيري يضم كل المحافظات الست .
فأنا شخصياً أرى أن هذه اللحمة الجنوبية التي تجسدت من خلال خروج الجنوبيين في المظاهرات المليونية ،والوقوف مع بعضهم البعض تعتبر صمام أمآن لتحرير الأرض واستعادة الدولة الجنوبية التي شارفت على البزوغ .